{ الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ } بصائر قلوبهم، وهم فى الدنيا { فِى غِطَاءٍ } فى خذلان أو هو شبيه بالجسم الغليظ الذى يغطى { عَنْ ذِكْرِى } آياتى المؤدية لأولى الأبصار المتدبرين فيها إِلى ذكرى بالتوحيد والطاعة والنفور عن المعصية، وذلك إطلاق للمسبب، وإرادة السبب، ومَن لم يتذكر بالآيات كأنه أعمى، أو الذكر ما أنزل على الأنبياء أو القرآن.
{ وَكَانُوا } مع ذلك { لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا } إذعانًا للحق، وذلك تشبيه لهم حيث لا ينتفعون بما سمعوا من الشرع بمن هو أصم، ويجوز أن يقدر سمعًا لذكرى المذكور أولا بنفسه، وأما أن يقدر هنا الذكرى ويراد به ما لم يرد أولا، فلا يجوز إذ لا دليل عليه مثل أن يراد أولا الموعظة، وهنا القرآن كما قال ابن هشام فى المغنى: الدليل اللفظى لا بد من مطابقته للمحذوف معنى، فلا يصح أن يقال زيد ضارب، وعمرو أى وعمرو ضارب على أن الضرب الأول بالمعنى المعروف، والثانى بمعنى مسافر.