خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُل لَّوْ كَانَ ٱلْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ ٱلْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً
١٠٩
-الكهف

تيسير التفسير

{ قُلْ } للمؤمنين وغيرهم إن استبعدت عقولهم شيئًا من أمر الجنة، إن قدرة الله عز وجل تامة لا يعجز عن شئ، ومن ذلك كمال علمه، روى الترمذى عن ابن عباس: أن حيى بن أخطب اليهودى قال: فى كتابكم ومن يؤت الحكمة إلخ، فيه: " { وما أوتيتم من العلم إلا قليلا } "[الإسراء: 85] والحكمة العلم فتناقضت الآيتان.
الجواب ظاهر هو أن الخير الكثير قليل بالنسبة إلى الكل، وقال بعض اليهود أيضاً تدعى العلم، وعجزت عن علم الروح ما هو، فنزل مع أن علم الروح مما لا يحتاج إليه فى الدين.
{ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ } أل للاستغراق، فشمل البحر المحيط والبحور الخارجة منه، وما لم يخرج منه { مِدَادًا لِكَلِمَاتِ } معلومات { رَبِّى } وكل نبتة قلما { لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّى وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا } عونًا وزيادة، لأن معلوماته لا تنتهى، وذلك تمثيل لنا بما هو أقرب لأفهامنا فإنه لا يفى بها سبعة أبحر ولا آلاف ألف، وأكثر بلا نهاية عدد، وذكر السبعة لأن الناس يذكرونها فى الكثرة، والمراد لو جئنا بمثله، فكيف لو لم نجئ بذلك، أو يقدر لو لم نجئ ولو جئنا، والمراد لنفد البحر وهى باقية، إذ لا تنفد البتة كائنا ما كان، ومدداً تمييز ووجهه أن فى الأبحر مددا أيضًا إذ كل جزء من ماء زيادة على ما قبله، وأظهر الكلمات، والبحر لزيادة التقرير، وفى إضافة رب للياء والإظهار مع التكرير وزيادة تفخيم للمضاف، وتشريف للمضاف إليه.