خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَـٰكِنِ ٱلظَّالِمُونَ ٱلْيَوْمَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ
٣٨
-مريم

تيسير التفسير

{ أسْمِعْ بِهِمْ } الباء صلة، والهاء فاعل لأسمع بمعنى سمعوا بضم الميم، أى اشتد سمعهم، ولما كان بصورة الأمر جر بالباء { وأَبْصِر } حذف الفاعل، لأنه بصورة الفضلة المجرورة بالحرف نحو: مررت بزيد: والأصل وأبصر بهم { يَوْم يَأتوننا } ببعثنا إياهم للحساب يكونون أشد ما يسمعون ويبصرون بعد أن كانوا فى الدنيا كالصم والعمى، وذلك تعجيب للمسلمين وتهديد للكافرين، وقيل: أسمع وأجر فعلا أمر وفاعلاهما مستتر، والباء صلة فى المفعول به، وعلى هذا يوم ليس ظرفا بل مفعول أى يصيرهم سامعين الآن، مبصرين وعيد ذلك اليوم، أى أخبرهم به يا محمد إخباراً عظيماً فإنه يوم قاطع لقلوبهم، مسود لوجوههم، ويناسبه الاستدراك فى قوله سبحانه:
{ لكن الظالمون اليوم فى ضلال مبين } أى لكن لا ينفعهم إخبارى، إذا هم فى الضلال أو الاستدراك متعلق بقوله: فويل إلى أو للتعجيب، ولم يقل لكنهم تصريحاً بأنهم ظلموا أنفسهم والمسلمين بكفرهم، والمراد باليوم الدنيا، ونكر الضلال للعظيم أى ضلال عظيم لا تدرك غايته بهدى لإهمالهم أسماعهم وأبصارهم بالكلية.