خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً
٤١
-مريم

تيسير التفسير

{ واذْكُر } يا محمد لقومك العابدين للجماد، فإنهم أضل معن يعبد عيسى، والآية مناسبة لما قبلها فى عبادة غير الله عز وجل، عطف على أنذر أو اذكر { فى الكتاب } القرآن أو السورة، والصحيح الأول { إِبراهيم } قصته كقوله تعالى: " { واتل عليهم نبأ إبراهيم } " [الشعراء: 69] ونسبة الذكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حقيقة، لأن من نطق بكلام غيره هو متكلم به، وذاكر له أمره الله بذكر ما ذكره الله، وهو قصة إبراهيم، لأنهم ينتمون إليه، فلعلهم يتعظون، وسواء فى هذا عطف على أنذر أو على اذكر، ولا يختص بالعطف على أنذر.
{ أنه كان صدِّيقاً } عظيم الصدق فى كل فرد من أفراد الصدق، وكثير أفراد الصدق، وما كذب قط، والأنبياء كلهم كذلك، وليس من التصديق لكتب الله ووحيه كما زعم بعض أن الصديق من صدق الله فى وحدانيته، وصدق أنبياءه ورسله، وصدق بالبعث، وقام بالأوامر، وعمل بها، لأن هذا من الرباعى وصدق من الثلاثى، ولا يكون فعيل بشد العين من فعل بشدها، اللهم إلا أن يقال لما كثر تصديقه، وعظم كرم أنه كثير الصدق وعظيمه، لأنه يذكر للناس ما صدق به، وهو صادق فى ذكره لهم، والصدق من صدق فى قوله واعتقاده، وحقق صدقه بفعله، ورتبة الصديقية قرينة من النبوة فقال:
{ نبياً } خبر ثان مخصص للأول، لأن الصديق قد يكون غير نبى أو نعت صديق.