خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَٱجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً
٦
-مريم

تيسير التفسير

{ يرثنى ويرثُ مِن آلِ يعقُوب } أى يرث علمى، فحذف المضاف، ورث العلم من آل يعقوب، واختلف الأُسلوب بذكر مِنْ لكثرة ما يرث من زكرياء، وقلة ما يرث من آل يعقوب، أو لأنه يرث منه الحبورة، وكان زكرياء رئيس الأحْبار، ويرث من آل يعقوب، وهم بنو ماتان الملك، وكان بنو ماتان ملوكاً، أو لأنه لا شأن للمال عنده حتى يعتنى به، إلا طلب أن يرثه ولى له مطيع ليصرفه فى وجوهه، لا من يفسد به رغبة فى إقامة الدين، لا خوف أن يعاقب بإفساد المفسد به بعده إذ لا عقاب بذلك على الموروث إذ لم يقصد الإفساد لا يقال ما لا تصدق به لأنه رجا الانتفاع به فى الاسلام بعده على استمرار، وهذا منى مجرد توجيه لا ترجيح فإن الراجح أن المراد وراثة العلم أو النبوة أو الملك، والعدل أو الحبورة، وكان زكرياء رأس الأحبار.
ولا يستدل على أن الموروث المال بأن الإرث حقيقة فيه خاصة، وإن سلمنا فاستعماله فى غيره فجاز مشهور، ومن ذلك ما ورد أن العلماء ورثة الأنبياء، وقوله تعالى:
" { ثم أورثنا الكتاب } " [فاطر: 32] وقوله: " { خلف ورثوا الكتاب } " [الأعراف: 169] وقوله: " { وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم } " [الشورى: 14] وقوله: " { إن الأرض لله يورثها } " [الأعراف: 128] " { ولله ميراث السماوات والأرض } "[آل عمران: 180]. وقول الحلبى عن أبى عبدالله: إن سليمان ورث داود، وإن محمداً صلى الله عليه وسلم ورث سليمان والأنبياء لا يرثون مالا، ولا يورثون، وقيل يرثون ولا يورثون.
وعن ابن عباس فى الآية: يرثنى مالى، وعن الحسن عنه صلى الله عليه وسلم:
"رحم الله تعالى زكرياء ما كان عليه من وراثة ماله" ورجح بعض أن الموروث المال، لأن الإرث لا كسب فيه، والعلم بالكسب فتبقى النبوة، إذ لا كسب فيها فتحتملها الآية، ولا مانع أن يعطى نبى بعض ما دعا دون بعض، بأن أعطاه يحيى ومات قلبه، والأكثر أنه مات بعد زكرياء.
والآل من يئول إليه لقرابة أو صحبة، أو دين، وزكرياء من ولد هارون، وهارون من ولد لاوى بن يعقوب، وكان زكرياء متزوجاً بأخت مريم، وهى من ولد سليمان وسليمان من ولد يهوذا.
{ واجْعَله رَبِّ رضياً } دليل على أنه ليس الموروث النبوة، لأنه لا يكون نبى إلا رضياً، ولا يدعو زكرياء أن يكون رضياً، مع أنه يكون نبياً ورضياً، فقيل بمعنى مفعول، أى مرضياً عندى قولا وفعلا وبين عبادى فيتبعوه قـ.