خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

جَنَّاتِ عَدْنٍ ٱلَّتِي وَعَدَ ٱلرَّحْمَـٰنُ عِبَادَهُ بِٱلْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً
٦١
-مريم

تيسير التفسير

{ جنَّات عدنٍ } كل الجنات الثمانى جنات عدن، ألا ترى أنه جمعها فلو كان اسماً لواحدة منها لم تجمع فقد ذكر الجنة أولا باسم مفرد مراد به الجنس، وجمعها ثانياً بياناً بأن كل واحدة من ذلك الجنس جنة عدن، وما ورد من أن جنة عدن اسم لواحدة منها غير مراد فى القرآن وكل جنة عدن فى القرآن عامة، وهو بدل من الجنة، أو عطف بيان بالنكرة للمعرفة على قول جواز ذلك، ولا نسلم أن عدناً علم للإقامة فيكون جنة معرفة لإضافته إليه، إذ لا دليل على تلك العلمية، وذلك بل كل، ولا نسلم اشتراط وصف النكرة فى إبدالها بدل كل من المعرفة فائدة واشترط أبو على إفادتها فائدة لم يفدها المبدل منه، وقد أفادت العذر ولم يكن فى لفظ الجنة، ولا حاجة الى دعوى نصب جنات على المدح.
{ التى وَعَد الرَّحمن عبادهُ بالغَيْب } نعت الجنة، والموصول المقرون بأل ينعت به كالمنشق، أو بدل من جنات عدن على جواز إبدال المشتق، أو ما فى تأويله، وبالغيب متعلق بحال محذوفة جوازاً كون خاص من هاء وعدها المحذوفة، أى ملتبسة بالغيب غير حاضرة لهم، أو من عباد أى متلبسين بالغيب، غير مبصرين لها، فالباء للمصاحبة، أو تعلق بوعد فتكون للسببية على حذف مضاف، أى بتصديق الغيب، أو بإيمان الغيب، أو متعلق بعباده على معنى الذين يعبدونه بالغيب، أى فى السر كما يعبدونه فى الجهر.
{ إِنَّه كان وعْدُه مأتياً } إن الرحمن أو الشأن والمعنى موعوده الذى هو الجنة، أو كل ما وعد فيشمل بالأولى الجنة لمن آمن وتاب وعمل صالحاً، ومأتياً اسم مفعول أصله مأتوياً، قلبت الواو ياء وأدغمت فى فى الياء، وكسر ما قبلها، أى يأتيه الذين تابوا وآمنوا وعملوا صالحاً، وما وعد لك يصدق أنك تأتيه أى تستقبله حتى تصله، كما يصدق أنه يأتيك، ولا حاجة الى دعوى أنه اسم مفعول بمعنى اسم فاعل، ولا الى دعوى أنه من قولهم أنه أتى إليه إحساناً، أى فعل ما يعد إحساناً، وأن الوعد على ظاهره من المصدرية، وأن معنى كونه مفعولا أنه منجز، لأن فعل الوعد بمعنى صدوره وإيجاده، إنما هو تنجيزه، أى أنه كان وعد عباده منجزاً.