خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ
١٩٠
-البقرة

تيسير التفسير

{ وَقَٰتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمْ } رد المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت عام الحديبية من الحديبية، وهى موضع فيه ماء وشجر أقاموا فيه ثلاثين يوما وصالحوه على أن يرجع من قابل، وكانوا معتمرين فى ذى القعدة ومعهم الهدى، فلما كان العام القابل تجهزوا بعمرة القضاء فى ذى القعدة، وخافوا أن لا يفى المشركون بذلك وأن يصدوهم عن المسجد الحرام ويقاتلوهم، وكرهوا القتال فى الشهر الحرام، فنزلت الآية، ودخلوا مكة معتمرين فأقاموا بها ثلاث ليال، وقد فخروا حين ردوه فأقصه الله منهم فأدخله مكة فى الشهر الذى ردوه فيه، سميت عمرة القضاء لأنهم وعدوه بها فوفوا له بها، وذلك فى العام السابع وعدوه بها فى العام السادس يوم الحديبية، وفيها وقع قتال خفيف بحجارة وسهام، والمسلمون ألف وأربعمائة، وقدم فى سبيل الله ترغيباً فى الإخلاص لإعلاء الدين، والآية تدل على أنه لا يجوز لهم قتال من لم يقاتلهم، وهذا المفهوم منسوخ بما نزل بعده، وهو قوله تعالى " { فاقتلوا المشركين } "[التوبة: 5] وقوله " { واقتلوهم حيث ثقفتموهم } " [البقرة: 191] فتكون الآيتان على ما زعموا ناسخة سبعين آية نهى فيها عن القتال، وأما قوله تعالى " { أذن للذين يقاتلون } " [الحج: 39] فأول آية نزلت فى الإذن بالقتال نزلت قبل هذه، وهى مثلها فى أنه، يقاتلون من يقاتلهم ونسخ المفهوم بناء على أنه حكم شرعى، ومعنى يقاتلونكم تتوقعون منهم القتال، بأن أخذوا فى أهبته { وَلاَ تَعْتَدُواْ } تجاوزوا ما حد لكم بابتداء القتال، أو بقتل من لا يقاتل كالنساء والصبيان والرهبان والشيوخ والمعاهد وكل من كف يده، وبالقتال بلا دعوة والمثلة { إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } عموما وهو لعموم السلب والمعنى لا أحد منهم يحب الله له الخير.