خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي ٱلأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ ٱلْحَرْثَ وَٱلنَّسْلَ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلفَسَادَ
٢٠٥
-البقرة

تيسير التفسير

{ وَإِذَا تَوَلَّى } ذهب عنكم وعن المسلمين أو صار والياً، والأول أولى لأن الحال الواقعة، وتتكرر ايضا هى ذهابهم أو ذهابه لا الولاية { سَعَى فِى الأَرْضِ } أسرع أو ذهب مجتهداً بقلبه { لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ } ذلك فى الأخنس واضح، وأما فى المنافقين عموما فلإرادة الجنس بمن، وعراعاة لفظها، ولأنه منهم والإفساد فى الأرض على العموم كقوله تعالى " { وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض } " [البقرة: 11] فهو بالكذب والنميمة والغيبة والسرقة والصد عن دين الهل، والإهلاك خصه هنا بالحرث والنسل، تخصيصا بعد تعميم، وهذا أولى من جعل الإفساد فى الأرض إهلاكهما مع تفسير الإفساد بالإهلاك المذكور وذلك كما روى أن الأخنس مر بحرث ثقيف ومواشيهم ليلا وهم مسلمون، فأحرق زرعهم وعقر مواشيهم فى أرجلها، ويقال إنها الحمر، والنسل الحيوان ولو كبير السن، وأصحاب الحرث والنسل مسلمون. وكا يفعل ولاة السوء من إهلاك الحرث والنسل وكما تظلم الولاة فيمنع الله المطر فيهلك الحرث والنسل بالقحط، أو يرسل مطراً مفسداً لهما، أو طاعوناً فى النسل وضرراً فى الحرث. لشؤم الظلم، قال صلى الله عليه وسلم، "أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم" قال أبو الدرداء، كفى بك إثما أن لا تزال مماريا، وكفى بك ظالما أن لا تزال مخاصماً، وكفى بك كاذباً أن لا تزال محدثاً إلا حديثاً فى ذات الله عز وجل { وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ } أى لا يقبله فهو يعاقب عليه.