خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ
٢١٦
-البقرة

تيسير التفسير

{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ } قتال الكفار { وَهُوَ كُرْهُ لَّكُمْ } مصدر بمعنى مكروه، أو وصف بمعنى مكروه لكم فى طبع النفس، أو ذو كره أو نفس الكره مبالغة، لصرف المال والتعب والجراح والموت ومفارقة الأهل والولد، قال صلى الله عليه وسلم إن الله ليجرب أحدكم بالبلاء، وهو أعلم به، كما يجرب أحدكم ذهبه بالنار، فمنهم من يخرج كالذه بالإبريز فذلك تجاه الله من السيئات، ومنهم من يخرج كالذهب الأسود، فذلك الذى قد افتتن { وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُواْ شَيْئاً } مما كلفتم به { وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } دنيا كنتم ظفر، وأخرى كثواب وشهادة { وَعَسَى أَنْ تُحِبُّواْ شَيْئاً } مما نهيتك عنه لليقاته بالطبع { وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ } دنيا كجلد ورجم وقطع وحبس، وأخرى كعذاب القبر والبعث والنار والذل والفقر وفرت الأجر، وذلك كالزنا وترك الجهاد، ففى تركه ضعفكم وسبى ذراريكم ونهب أموالكم، وحرمان ثواب الآخرة، وعسى تليبن فى الزجر والجلب، والنفس إذا ارتاضت أحبت مكروهها وكرهت محبوبها، وأمر الله تعالى ونهيه كلها مصلحة للعبد { وَاللهُ يَعْلَمُ } كل شىء، فهو عالم بما يصلح لكم { وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } إلا ما علمكم، فبادروا إلى ما أمرتم به وإلى ترك ما نهيتم عنه، فليس ينهاكم عما هو خير لكم، ولا يأمركم بما هو شر لكم، وكل ما نهيتم عنه شر لكم، وكل ما أمرتم به خير لكم.