خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَىٰ
٥٦
-طه

تيسير التفسير

{ ولقد أريناهُ آياتنا } صيرناه رآهن ببصره أو صيرناه عارفهن بقلبه: اليد والعصا، أطلق الجمع على الاثنين وهو جائز مجاز مشهور، وقيل حقيقة بل إنهما تضمنا آيات كما سمى مقام إبراهيم آيات، رجعت ثعباناً أشعر فاغراً فاه بين لحييه ثمانون ذراعاً، وضع بمكه الأسفل على موز القصر، والآخر فى الهواء أو الأسفل فى الأرض، والأخر على السور، فتوجه نحو فرعون فهرب وانهزم الناس مزدحمين، فمات منهم خمسة عشر ألفاً فأنشده فرعون بالذى أرسلك أن تأخذ فأخذه، وروى أنها انقلبت حية، وارتفعت الى جهة السماء نحو ميل، فانحطت نحو فرعون قائلة: يا موسى مرنى بما شئت، وأنشده فرعون بما ذكر، ونزع يده بيضاء يغلب شعاعها شعاع الشمس، فاجتمعوا ينظرون إليها.
{ كلَّها } أى أياتنا المعهودة التى ذكرها كلها، لا كل آية وعد بعض منها حل العقدة، وليس المراد الآيات التسع لأنها لم تجتمع كلها على عهد فرعون، بل جلها بعد هلاكه، قيل: المراد أنواع الآيات كلها، هن بإيجاد معدوم، وإعدام موجود، وتغيير مع بقاء، وقيل آيات الأنبياء حكاها الى موسى، وإذا صرنا الى هذا لم يبعد الى أن يحكى له ما يكون له عليه السلام بعد فرق البحر، وشق الجبل، وغير ذلك، أوقد رأى صدقه فهو كأنه يراهن، ولعل المراد أريناه بما أريناه من الآيات كل آية، إذ فيها رآه الكفاية وزوال الشبهة بالكلية. { فكذَّب } هن أو بموسى دون تردد أو تأخير { وأبى } امتنع من قبولهن، أو من الحق أو من الإيمان والطاعة جحوداً بلسانه، عارفاً فى قلبه أنهن حق.