خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَٱجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لاَّ نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلاَ أَنتَ مَكَاناً سُوًى
٥٨
-طه

تيسير التفسير

{ فلنأتِينك بسحْرٍ مثْلِه } أى فوالله لنأتينك، أقسم بالله، لأنه عارف بوجوده، لكن لم يذكره، لأنه يدعى الربوبية لنفسه، وقيل: كان دهرياً نافيا للصانع، وقيل: عابداً للنجوم، وقيل: للأصنام، فيحلف بنفسه أو النجم أو الصنم { فاجْعَل بَيْنَنا وبيْنَك موْعِداً } زمان وعد لقوله: " { موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى } " [طه: 59] فإنه كما يقال: لا تخلف الوعد، يقال لا تخلف زمان الموعد، أو مكانه أى لا تتعد ذلك المكان، أو ذلك الزمان ذكر يوم ا لزينة، والضحى، وذكر مكاناً سوى، فاحتمل المكان نعم يجوز كونه بمعنى الوعد، ولا يتعين كما زعم بعض وقوله: "موعدكم" الخ مشتمل على الوعد وزمانه.
{ لا نخلفه نحن ولا أنت } نعت لموعد أفوض تعيين الموعد الى موسى عليه السلام، إظهاراً لقوته وتهيىء الآلات وأسباب المعارضة، وأن طول الموعد وقصره، سواء عنده وكذلك اظهر فوته بتقديم نحن على أنت، وإعادة لا وأظهر القوة أيضا بقوله { مكاناً سُوًى } موضعاً منصفاً بيننا سواء قربه منا ومنك، أو محل نصف أى عدل أو سكاناً مستوياً ليس فيه ساتر من جبل أو أكمة أو شجر أو غير ذلك حتى يظهر سحرك وسحرى لكل من يريد، أى مكاناً يستوى فيه الرئيس والمرءوس، فلا يضمر فيه حق، وذلك وثوق منه بالغلبة، إذ لو عجز لذكر ما يأبى عنه موسى، أو يجد فيه شبهة، وسوى نعت مكاناً، ومكاناً مفعول لمحذوف، أى عد مكاناً سوى أو تدل من موعداً، على أنه اسم مكان، ولا يتعلق بموعداً ولو جعلناه مصدراً لأنه لم يوقعا الوعد فى المكان السوى، لأنهما فى غيره حين طلب الوعد، بل لما يوقعاه. ويجوز كونه مفعولا، أولا وموعداً ثانيا، وقوله مكاناً سوى مما يرجح كون موعداً اسم مكان بل يعينه، ولو أجابه موسى بالزمان، لأن ذاكر الموعد هو وفرعون، فيحمل لفظه على ما ذكره هو من المكان السوى.