خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَىٰ
٧٩
-طه

تيسير التفسير

{ وأضلَّ فرعون قَوْمه } في دينهم ودُنياهم أغرقوا، وأدخلوا ناراً { وما هَدَى } ما أرشدهم إلى دين ولا دنيا، وذلك رد لقوله: " { وما أهديكم إلاَّ سبيل الرشاد } " [غافر: 29] واستهزاء به، فهمو تلميح أو صور شأن فرعون بشأن مدعى العلم والإرشاد، فتهكم عليه، بأن علمه هذا لم ينفع قوته به، أو المعنى ما هداهم قط مطلقا في شأن القصة وغيرها، وزاد { وما هدى } لأن من لا يهدى غيره قد لا يظله، ويبعد أن هدى بمعنى اهتدى، أى أضلهم، وما اهتدى في نفسه، ويبعد أن يفسر الإضلال، والهدى بالدينين لأن الآية نصت أيضاً على الهلاك الدنيوى، أو أن الإضلال في البحر والهدى التنجية إلى البر.
وزعم القاضى أنه لو خلق الله الكفر لم يذم عليه فرعون، إذ قال: { وأضل فرعون قومه } قلنا خلق الله الكفر، ونهى عنه كما خلق الخنزير ونهى عن أكله، وليس إضلال الله الضالين إجباراً على الضلال، وإنما كلفهم على اختيارهم للكفرة، وهذا الاختيار أيضاً مخلوق له، ولا إجبار.