خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَنُوحاً إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ
٧٦
-الأنبياء

تيسير التفسير

{ ونوحاً } اذكر نوحاً قيل أو معطوف على لوطاً إما على تقدير اذكر لوطاً فظاهر، وإما على نصب لوط على الاشتغال فضعيف، لأن فيه ذكر اسمين بالعطف، وتخصيص أحدهما بالاشتغال، والمعنى عليه، وآيتنا نوحاً ولا ضعف فى عطفه على هاء آتيناه، ونوح بن الملك بن متوشلخ بن أخنوخ وهو إدريس، وقيل اسمه عبد الغفار، ولقب نوحاً لكثرة بكائه على نفسه أو على قومه، وقيل: معناه بالسريانية ساكن لما ذكر الله عز وجل أبا لعرب وهو ابراهيم ذكر أبا الناس كلهم ممن جاء بعد الطوفان وهو نوح، وهو الأب الثانى والأول آدم عليه السلام.
{ إذ نادى } دعا ربه
" { أنى مغلوب فانتصر } " [القمر: 10] " { رب لا تذر } " [نوح: 26] الخ بدل اشتمال من نوح والرابط ضمير نادى، وفيه أنه لا يصح التعلق به، لأنه ليس الأخبار وقت النداء، بل ليس النبأ بمعنى الاخبار، بل القصة نفسها { من قبل } من قبل هؤلاء، أو من قبل إبراهيم { فاسْتَجبنا له فنجيناه وأهْلهُ من الكَرْب العَظِيم } الطوفان أو إيذاء قومه، وأصل الكرب قلب الأرض بالحفر أو لنحو الحرث والغم يثير النفس كذلك، أو من كربت الشمس دنت للغروب، والغم الشديد تكاد شمس الروح تغرب به، أو من الكرب الذى هو عقدة غليظة فى حبل الدلو: فالغم على القلب مثلها.