خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي ٱلْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ ٱلْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ
٧٨
-الأنبياء

تيسير التفسير

{ ودَاودَ وسليمانَ } عطف على نوحاً بحسب ما تقدم فيه، أو على لوطاً كذلك، وهو داود بن أيشا بن عوبر بن باعر بن سلمون ابن بخيتون بن يارب بن حضرون بن فارض ابن يهوذا بن يعقوب عليه السلام، وكان أحمر الوجه بسط الرأس، أبيض الجسم، طويل اللحية، فيها جعودة حسن الصوت، جمع له بين البنوة والملك كابنه سليمان، عشا مائة، وملكه أربعون عاماً، وله اثنا عشر ابنا أحدهم سليمان، وكان يشاوره مع صغر سنه لوفور عقله وعلمه، وكان سليمان أبيض جسيماً وسيماً وضيئاً، خاشعاً متواضعاً، وملك وهو ابن ثلاث عشرة سنة، ومات وهو ابن ثلاث وخمسين سنة، والاسم ممنوع الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون، إن كان قد سماه للسلامة أو سماه والده مثلا لذلك، وإلا فالعلمية والعجمة.
{ إذ يحكمان } ظرف لذلك المقدر، أو بدل المراد حكماً بصيغة الماضى، وجىء بالمضارع استحضاراً الماضية، كأنها تشاهد بصورتها { فى الحرث } والمراد بالحرث هنا الزرع، وعن ابن مسعود العنب تشبيهاً له بما يحرث { إذْ نَفَشَت } رعت ليلا بلا راع، وأصل النفش التفرق، فالمراد تفرقت وانتشرت { فيه غَنَم القوْم وكنَّا لحُكمِهِم شاهدين } حاضرين بعلمنا، فلا يختل والهاء بسليمان وداود، والجمع للتعظيم، كقوله تعالى:
" { رب ارجعون } " [المؤمنون: 99] أو اثنان جماعة حقيقة أو مجازاً، ويدل لذلك قراءة ابن عباس لحكمهما، وقيل: لهما وللخصوم المدلول عليهم بالمقام، واللقوم، أى للحكم الواقع بينهم هكذا، فلا يضرنا اختلافهم بالوقوع منهما، وعلى القوم ولخصومهم.