خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لاَّ يَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَمَا كَانُواْ خَالِدِينَ
٨
-الأنبياء

تيسير التفسير

{ وما جعلناهم جَسَداً لا يأْكلُونَ الطَّعام } كالملائكة، بل جعلناهم جسد يأكلون الطعام ويشرون الماء وغيره، والمراد بالطعام ما يشمل لبن الرضاع، أى وما صيرناهم ابتداء كذلك مثل قولنا سبحان من صغر البعوض، وكبر الفيل، بمعنى خلقه صغيرا، ولم يكن كبيرا، ثم صغر، وخلق الفيل كبيرا، فانه فى حين ولد كبيرا ولو يزداد كبرا أو يراد ما خلقناهم، فجسداً حال، والجملة نعت جسداً، وهو قيد، والجسد جسم العقلاء، الإنس والملائكة، والجن والجسم، أعم منه، وقال الخليل الجسد للإنسان لا يقال لغيره من خلق الأرض ونحوه، ويقال الجسد له لون، والجسم ما لا لون له يبين كالهواء والماء، هل لهما لون لايبين، أو لا لون لهما، والهواء جسم شفاف لا يحجب ما وراءه قال الفخر: له لون، قلت لا لون له، وقيل: الجسد جسم ذو تركيب، وهو قيل أعم من الحيوان، وقيل: يخص به، وقيل هو فى الأصل مصدر جسد الدم يجسد، أى التصق وأطلق على الجسم المركب، لأنه ذو أجزاء يلتصق بعضها ببعض، ومن خصه بالعاقل أراد ذلك فى أصل الوضع، وخرج الى العموم فى الاستعمال، وأخبر به عن الجمع لإرادة الجنس، أو لأنه الأصل مصدر، أو لأن المراد جعلنا كل واحد أو ذوى جسد.
{ وما كانُوا خالدين } أبداً كما تخلد الملائكة، ولا تموت أبدا على على زعم المشركين، إلا أن الفلاسفة يقولون الملائكة عقول مجردة، وتضمنت الآية الرد على قولهم ما لهذا الرسول يأكل الطعام.