خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ
٨٠
-الأنبياء

تيسير التفسير

{ وعلمناه صنعة لبُوسٍ } عمل الدروع ولم يعملها أحد قبله إلا صفائح كالواح وعلمه الله جعلها سبحاً وحلقا، فكانت أخف، مر به ملكان فقال أحدهما للآخر: نعم العبد داود إلا أنه يأكل من بيت المال، فسأل الله مكسبا فألان له الحديد يصنع منه الدرع ويبيعها يسيله الله له من الجبل، ويعمل منه وقوله: { لَكُم } متعلق بعلمناه، أو بصنعة أو أو نعت لبوس، وأصله كل ما يلبس كقوله على المجاز:

البس لكل حال لبوسها إما نعيمها وإما بؤسها

{ ليُحْصِنكم } متعلق بعلمناه، ولو علقنا به أيضا لكم لاختلاف معنى اللامين، لأن هذه للتعليل بخلاف الأولى، أو بدل اشتمال من لكم، وضمير يحصن البؤس أو لداود أو للتعليل أو لله على طريق الالتافت من التكلم الى الغيبة ويدل له قراءة، لنحصنكم بالنون أى لنحصنكم به { مِن بأسكُم } أى من الضر الواقع فيكم حشر الناس وهو مضرة السيف مثلا، فلا يضركم معه ما يضركم دونه، أو يقدر مضاف أى من بأس عدوكم، أى ضرة أو حر به، وقدر بعض من آلة بأسكم كالسيف { فَهَل أنْتُم شاكرون } توبيخ على التقصير فى الشكر، وأمر به على وجه بليغ كأنه قيل: هو مستحق الوقوع، ولا بد فهل وقع.