خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّابِئِينَ وَٱلنَّصَارَىٰ وَٱلْمَجُوسَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
١٧
-الحج

تيسير التفسير

{ إنَّ الَّذين آمنُوا } بما يقول محمد صلى الله عليه وسلم عنا { والَّذين هادُوا } أصحاب التوراة القائلين إنا هدنا إليك، أو المنتسبين الى يهوذا، فعرب بإهمال الذال { والصابئين } هم قوم يعبدون الملائكة، ويصلون الى الكعبه، ويقرءون الزبور، أو وقوم يزعمون أنهم على دين نوح، وقبلتهم من مهب الشمال، فليست الكعبة، وقيل قوم يصبون من دين الى دين، أو أخذوا مطائب التوراة والإنجيل، أو خرجوا من دين الى دين، وكانوا على عهد ابراهيم، وأفحمهم، قيل ومنهم عبدة الكواكب، ومنهم عبدة الأصنام.
{ والنصارى } قالوا نحن أنصار الله، أو نزلوا قرية تسمى ناصرة، { والمجوس } قال قتادة: هم ومن يعبدون الشمس والقمر والنيران، وقيل يعبدون الشمس والقمر، قيل يعبدون النيران، وقيل قوم اعتزلوا النصارى، ولبسوا المسوح، وقيل أخذوا من دين النصارى، وأخذوا من دين اليهود، وقالوا:؛ للعالم أصلان: نور وظلمة، وهم قبل اليهود والنصارى، وهم يعظمون النار، وأنزل عليهم كتاب فعاجلوه بالإنكار، فذهب، وأصل مجوس صغير الأذنين، أو نابت الشعر فيهما قيل هو معرب مكئوس، وقيل: معرب ميخ كوش، وقيل انه معرب موكوش، وأنه أطلق عليهم، لأنهم يرسلون شعورهم الى آذنهم.
{ والذَّين أشْركُوا } بعبادة الأصنام، أو غيرها فمن لمن يسم صابياً ولا مجوسياً، أو بإنكار الله أو بإهماله لم يخطر له، ولم يعبد غيره { إن الله يفصل بيْنهم يوم القيامة } بإدخال الذين آمنوا، واليهود التابعين للتوارة، والنصارى التابعين للتوراة، والنصارى التابعين للإنجيل الجنة وغيرهم، ومن أدرك القرآن ولم يؤمن والصابئين والمجوس والذين أشركوا النار، كل فى طبقة غير طبقات الآخرين، وجملة أن واسمها وخبرها خبر إن الأولى، ولا مانع من ذلك، فلا حاجة الى تقدير خبر للأولى، أى معرفون وحسن إعادة أن طول الفصل، ولا قبح ولو لم يطل نحو: إن زيداً إن أباه قائم { إن الله عَلى كل شَىء شهيدْ } حاضر له بعلمه، فالجملة تعليل جملى لقوله يفصل.