خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَىٰ ٱلْبَيْتِ ٱلْعَتِيقِ
٣٣
-الحج

تيسير التفسير

{ لَكُم فيها } أى فى الشعائر المعلمة للذبح { منافع } كركوبها، ولبنها ووبرها، وصوفها وشعرها، ونسلها وإعارتها، ولا تكرى إجماعا فيما قيل { إلى أجل مُسمى } وقت تسميتها هدايا، والذى عندى وقت نحرها، ثم رأيته للشافعى، ثم تذكرت أيضا قوله صلى الله عليه وسلم: "اركبوا الهدى بالمعروف حتى تجدوا ظهراً" وقوله صلى الله عليه وسلم لرجل مر به يسوق الهدى وهو فى جهد: "اركبها" فقال يا رسول الله إنها هدى؟ فقال: "اركبها ويلك" والحديث السابق كالنص فى أن الجهد فى الثانى ليس قيدا، وقيل قيد، والآية ظاهرة فى أن الأجل المسمى وقت الذبح، لأن الضمير عاد اليها على الإطلاق.
{ ثُمَّ مَحِلُّها } مصدر ميمى أى وجوبها، أى وجوبها نحرها من حل الدين، وجب أو اسم زمانى ميمى، أى وقتها أى وقت نحرها، والعطف على منافع، وثم للتراخى الزمانى باعتبار أول زمان الثبوت أو للتراخى الرتبى، أى لكم فيها منافع دنيوية الى أجل مسمى، وبعده منافع دينية مقتضية للثواب الأخروى { إلى البَيْت العَتيقِ } متعلق بحال محذوف، أى منتهية إلى البيت العتيق، أى الى مقارب الكعبة، وهو فجاج منى وفجاج مكة، كما قال صلى الله عليه وسلم:
" كل فجاج مكة منحر" وعلى أن الشعائر مواضع الحج، يكون المعنى لكم فى تلك المواضع منافع الأجور والثواب بأداء ما وجب فيها الى أجل مسمى، هو انقضاء أيام الحج، ثم محل الناس من إحرامهم منته الى الكعبة لطواف الزيارة.