خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱرْكَعُواْ وَٱسْجُدُواْ وَاعْبُدُواْ رَبَّكُمْ وَٱفْعَلُواْ ٱلْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
٧٧
-الحج

تيسير التفسير

{ يا أيها الَّذين آمنُوا اركَعُوا واسْجُدوا } ركوع الصلاة، وسجودها، وكانوا يركعون بلا سجود، ويسجدون بلا ركوع فى صلاتهم، فأمره الله سبحانه بالجمع بينهما، ذكره أبو حيان والفراء قبله، أو هما أمر بالصلاة، وخصا لأنهما أعظم أجزائها من حيث الخضوع، ولو كان القيام أعظم من حيث اشتماله على القرآن، وقيل: المراد الأُمر بالخضوع لله، ولا سجود هنا عندنا وعند مالك وأبى حنيفة، والحسن وابن المسيب، وابن جبير وسفيان الثوى، وقال الشافعى يسجد عند قوله تعالى: { لعلكم تفلحون } قال عقبة بن عامر: يا رسول الله فضلت سورة الحج بسجدتين، قال: " نعم" وقوله بعد هذا: " ومن لا سجدهما لا يقرأهما موضوع" .
وقال عمروا بن العاص أقرأنى رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة سجدة، منها ثلاث فى المفصل، وفى سورة الحج سجدتان، وبذلك قال على، وعمر، وابنه عبد الله، وعثمان، وأبوا الدرداء، وأبو موسى، وابن عباس: { اعبدوا ربكم } بالفرض والنفل، وقيل: المراد الفرض { وافعلوا الخير } النفل، على أن ما قبله الفرض أو فيه والفرض، وعليه فهو تخصيص بعد تعميم أو فعل الخير فى الناس كمكارم الأخلاق، وصله الأرحام.
قال أبو عبد الله الغرناطى: شملت الآية استئناف الهدية والمكافأة عليها، والصدقة بمخزون، وبحادث على من حضرها، وكان صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية، ويكافىء عليها، قال أبو حنيفة: أرى المكافأة بأحسن منها لقوله لقوله تعالى:
" { وإذا حُييتم بتحية } " [النساء: 86] الخ، وقوله عز وجل " { ولا تنسوا الفضل بينكم } " [البقرة: 237] وأهدى اليه الحجاج ألف نعل، وفرقها، وبعد يوم أو يومين اشترى نعلا لابنه، فقيل له، فقال: مذهبى تفريق الهدايا والمكافأة عليها بمثلها أو أضعافها، وقال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أهدى الى الرجل فجلساؤه شركاؤه" وعنه صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من وسع الله تعالى عليه فلم يوسع على نفسه وعياله" قال الحسن: إذا وسع الله عليك فوسع وإن أمسك فأمسك.
{ لعلَّكم تُفلحُون } تفوزون لعل للتعليل، أو للترجية، والمعنى راجين الفلاح، وهو حال معنوية لا اصطلاحية، لأن ذلك إنشاء.