خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ
٩
-الحج

تيسير التفسير

{ ثَانىَ } حال من المستتر فى يجادل أى لاوى { عِطْفِه } جنبه ولى الجنب كناية عن كبره وعدم قبوله، ويحتمل حقيقة للى لواه. لما ذكر من الكبر وعدم القبول { ليُضلَّ } متعلق بيجادل، وقد يعلق بثانى على أن معناه ثناه ليتبع على ذلك الثنى، والمعنى ليضل المؤمنين بالردة، والشاكين بأن يجزموا بالإنكار، والجازمين به بالبقاء عليه { عَنْ سبيل الله لهُ فى الدنيا خِزْىٌ } جزاء على إضلاله، والجملة مستأنفة، ويجوز أن تكون حالا من ضمير يضل مقارنة أى مستحقاً الخزى، وكل حال مقدرة ترجع بمعنى التأهل والاستحقاق والنية ونحوها الى المقارنة، نحو: مررت بزيد اليوم صائداً غداً، فيقدر بمعنى ناوياً الصيد غداً، والنية مصاحبة له حال المرور، وما لم يعلمه يقدر منوياً له ونحوه، كأنه علمه، وقد أصاب القتل من أصاب يوم بدر، وأصابهم إفجام المؤمنون لهم، وذلك إذ لا حجة لهم وذلك إذلال، والإذلال خزى.
{ ونذيقه يَوْم القيامة عذابَ الحَرِيق } النار البالغة فى الإحراق، أو اسم طبقة منها، والإضافة فيهما من إضافة المسبب الى السبب، وأجيز أن تكون من إضافة المنعوت الى النعت، أى العذاب المحرق، وهو فى ذلك كله، وصف فى الحال أو فى الأصل، ويجوز أن يكون بمعنى الاحتراق.