خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلْحَقُّ أَهْوَآءَهُمْ لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِمْ مُّعْرِضُونَ
٧١
-المؤمنون

تيسير التفسير

{ ولو اتَّبع الحقُّ أهواءَهُم } وأل للحقيقة، وهو مطلق ما يجئ به محمد صلى الله عليه وسلم، مع قطع النظر عن انه القرآن او التوحيد، لأن القرآن الذى هو كما نعرفه، أو التوحيد لا يتصور ان يكون موافقاً لهواهم، لأنه غير هواهم ونسبة، الاتباع الى الحق مجاز فى الاسناد، أو يقدر مضاف، أى صاحب الحق وهو الله عز وجل، او محمد صلى الله عليه وسلم، أو الحق الله عز وجل، كما قاله أبو صالح وابن جريح وقتادة. { لَفَسدت السَّماوات والأرض } الأرضون { ومن فيهنَّ } خربُوا وقامت الساعة، أو فسدت وفسد العقول دون قيام الساعة { بل أتيناهم بِذكْرهِم } الباء للتعدية، أى جعلنا ذكرهم آتيا وهو القرآن، فإنه فخر لهم، كما قال الله عز وجل: " { وإنه لذكر لك ولقومك } "[الزخرف: 44] أو الذكر هو الذى لو لم يأتهم لقالوا: " { لو أن عندنا ذكراً } "[الصافات: 168] الخ جعله الله القرآن، وعن ابن عباس الذكر الوعظ، كما قرأ قالون: ذكرهم بالألف، والواجب عقلا وشرعا على العاقل أن يقبل ما هو له من الله شرف، وفرع ورتب على نكوصهم واستكبارهم وإهجارهم وغير ذلك، مما ذكر بقوله:
{ فهم عن ذكرهم مُعرضُون } لا عن غير ذكرهم، وأظهر الذكر ولم يضمر له تعجيبا منهم، وزيادة فى ذمهم، وتنزيلا لهم منزلة من لا يعرف صلاحة، كالمجنون والدابة فى بعض أحوالها، أو ذما لهم بأن الدابة تعرف صلاحها، وهم لا يعرفون صلاحهم.