خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقَدِمْنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً
٢٣
-الفرقان

تيسير التفسير

{ وقَدِمنا } توجهت إرادتنا { إلى ما عَملُوا } وهم خالون عن الايمان { من عمل } بيان لما، أى هو عمل عظيم ما يثابون عيه لو آمنوا كصلة الرحم، وإغاثة الملهوف، وقرى الضيف، وفك الأسير، والصدقة على الفقراء، والاطعام عام الجوع { فجعلناهُ هباءً } كاللأجرام الدقيقة المتبينة فى ضوء الشمس من كوة فى عدم الفائدة { منثوراً } نعت كاشف لا تقييد لأن الهباء أبداً منثور وليس من الأرداف المسمى فى البديع تتمياً وإيغالا لأن ذلك فيما يزيد فائدة كقول الخنساء:

* كأنه علم فى رأسه نار *

أى جبل فى رأسه نار، ولا زيادة هنا لأن النثر معلوم من قوله هباء، اللهم الا ان يكتفى فى التسمية بذكر شىء، ولو تضمنه ما قبله، وكذا إن فسر بشرر النار أو الغبار المتفرق، والكلام استعارة تمثيلية، شبه اجتهادهم فى أعمالهم صالحات مع كفرهم، وإبطال ثوابها بكسب قوم خالفوا سلطانهم، فأفسده عنهم.