خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً
٧٤
-الفرقان

تيسير التفسير

{ والَّذين يقولُون ربَّنا هَبْ لنَا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعيْن } من للبيان متعلق بمحذوف حال من قرة، أى هب لنا قرة أعين هى أزواجنا وذرياتنا، بأن يؤمنوا فتقربهم أعيننا، لأنا نحب لهم الخير بالطبع، ولأنهم يعينوننا وينفعوننا فى حياتنا، وبعد موتنا ان متنا قبلهم، ويكونون معنا فى الجنة ان كنا سعداء، وكانوا سعداء، وعن ابن عباس رضى الله عنهما: قرة عين الوالد بولده أن يراه يكتب الفقه، وهو تمثيل، وذلك أولى من أن تكون للابتداء بمعنى هب لنا من جهتهم، وليست للتبعيض، لأنه يطلبون ذلك لأولادهم وأزواجهم، لا لبعض فقط، والآية دليل جواز طلب الهداية للكافر والفاسق، لأن معنى الآية وفقهم ليكونوا لنا قرة، وقرة العين كناية عن الفرح مأخوذ من القر بمعنى البرد، لأن دمعة العين فى الفرح، أو عدم الحزن باردة، وفى الحزن حارة، أو من القر بمعنى الثبوت، لأن ما يسر يقر الناظر به، ولا ينظر الى غيره، ومن ذلك يوم القرأى الثبوت وهو اليوم التالى ليوم عيد الأضحى، لأنهم لا ينفرون فيه، والأول أولى، ونكر أعين لأنهم لا يقتصرون على طلب القرة من أزواجهم وأولادهم، بل لهم مطالب كثيرة، يفرحون بها إذا نالوها كقوة الدين، وقوتهم فيه، وصحة أبدانهم، واستعمل جمع القلة مكان جمع الكثرة لمناسبة جمع المؤنث، وأزواجنا إذ هما جمع قلة وفيه تلميح لقلة المتقين.
{ واجعَلنا للمتَّقين إماماً } بأن تكون على الهدى المتسبب، لأن يقتدى المتقون بنا، ومرادهم بالذات الكون على الهدى لا مسببه ولازمه، وهما الاقتداء بهم، اللهم إلا بتأويل قصد ثواب الاقتداء بهم زيادة على ثواب كونهم على الهدى، والإمام يستعمل بمعنى الجمع كما هنا، المفرد وهو الاكثر، واختير عن ائمة للفواصل أو مفرد، لأن كل واحد يقول فى دعائه اجعلنى إماماً وعلى تقدير دعائه للكل فالمسلمون كواحد والمعنى مأموم فى كل ذلك، وللمتقين متعلق بمحذوف حال من إماماً، أو متعلق باجعل أو جمع آم، فيكون المتقين مفعول به لإماماً، وتكون لامه للتقوية.