خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سَاجِدِينَ
٤٦
-الشعراء

تيسير التفسير

ألقاهم الله إثر ذلك باتصال على الأرض ساجدين باختيارهم إلقاء مسرعاً، كأنه إسقاط بدون اختيارهم، فالالقاء استعارة لخلق السرعة منهم للسجود، أصلية اشتق منه ألقى وسارعوا الى السجود ايمانا بأن ذلك من الله لأنهم رأوا العصا بحالها لم تزدد عظماً بعد أن كانت حية، وقبضها موسى، ولم يروا لحبالهم وعصيهم أثرا، ولو فرض فارضٌ أنها صارت هباء عند توجه العصا اليها، لصارت حجة ومعجزة أيضاً، وكذا لو فرض أنها صارت عدما لعدم تعلق الارادة بوجودها، لكانت كذلك أيضاً، وقال ابن العربى فى الفتوحات انما تلقفت صور الحبال عن الحبال والعصى، وأما نفس الحبال فباقية ألا ترى الى قوله تعالى: " { تلقف ما صنعوا } "[طه: 69] وهم لم يصنعوا الا الصور، وعليه فمعنى يأفكون الصور التى خيلوها، قال: ولولا ذلك لوقعت الشبهة لهم، فلم يؤمنوا.