خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى ٱلأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ
٧
-الشعراء

تيسير التفسير

{ أو لَم يَروْا الى الأرْض } أى أأصروا على التكذيب والاستهزاء والاعراض، أو ألم يتأملوا تأملا مانعاً عن ذلك، ولم يروا الى عجائب الأرض، فقدر مضاف، أو الأرض عبارة عن عجائبها، إذ هى محلها، أو يراد الأرض نفسها لا عجائبها، فانها أرض واحدة تنبت أشياء تختلف لونا وطعماً وغيرهما كما قال: { كم أنبتنا فيها مِن كلِّ زوجٍ كَريمٍ } وعلى ما مضى يكون هذا بياناً لبعض عجائبها، وكم للتكثير، أى أفراداً كثيرة من كل نوع، فالكلية للأنواع، والكمية للأنواع، فكلمة كل تدل على الاطاحة بأزواج النبات على سبيل التفصيل، وكم تدل على أن هذا المحيط متكاثر مفرط الكثرة، وذلك تنبيه على كمال قدرته، ومن كل نعت لكم، أو متعلق بأنبتنا، وذلك أولى من ان يجعل من للبيان، فيكون الكم والكلية كلاهما للنوع، والمراد ما يشاهدون لا ما لم يشاهدوا، ولا ما لم يخلق، مع أن الأنواع التى قدر الله على خلقها، ولم يخلقها، لا تنحصر، والزوج الصنف، ولو لم يكن له مقابل، وقيل: كل مخلوق من حيث إن له ضداً ما، أو مثلاً ما، أو تركيباً ما.
والكريم من كل شىء مختاره، والمراد كثرة المنافع والنبات، محمود يأكل منه الناس والأنعام، كالرجل الكريم الذى نفعه عام، وذكر بعض أن الحيوان داخل فى الآية، كما قال:
" { والله أنبتكم من الأرض نباتاً } "[نوح: 17] حتى قال الشعبى، الانسان من نبات الأرض فمن صار الى الجنة فهو كريم، وليس هذا معتبراً فى الآية، لأن المشرك لا يؤمن بالجنة.