خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ
٢٢
-النمل

تيسير التفسير

{ فَمَكث } الهدهد، وقيل: سليمان { غَيْر بَعيدٍ } مكث مكثا غير طويل، أو زمانا غير طويل، خوفا من سليمان لما نزل فى الأرض، حلق الهدهد واسمه يعفور، فرأى هدهدا اسمه يعفير، فنزل اليه وأخبره بملك بلقيس، فذهب معه ليرى، فما رجع إلا بعد العصر، ولما فقده سأل عريف الطير وهو النسر، فلم يعلم، وقال لسيد الطير: علىَّ به وهو العقاب، فارتفع العقاب فرآه مقبلا فقصده فقال: ارحمنى بحق الذى قواك علىَّ، فقال: حلف نبى الله ليعذبنك أو ليذبحنك، ولما قال " { أو ليأتينى بسلطان } "[النمل: 21] قال: نجوت، فلما قرب من سليمان جرَّ جناحيه على الأرض مرخيا لهما تواضعا، فأخذ سليمان برأسه يجره اليه، فقال يا بنى الله اذكر وقوفك عند الله، فعفا وارتعد، وذلك لله عز وجل، لا لكونه يبر أباه وأمه ويأتيهما بالطعام لكبرهما ان صح.
{ فقال } بعد سؤاله: { أحَطْت بما لم تُحطْ به } علماً واتقنته، وهذا استصمالة لقلبه قبل أن يخبره { وجئتك من سبأ } اسم بلد سمى باسم مالكه، او قوم سموا باسم أبيهم ذلك الملك، سبأ بن يشخب بن يعرب بن قحطان، جاء الحديث بأن له عشرة أولاد تيامن منهم ستة: حِمْيَر، وكندة، والأزد، وأشعر، وخثعم، ومذحج، وتشاءم أربعة: لحم، وجذام، وعاملة، وغسان، وقيل سبأ لقب أبى لاحى قحطان، واسمه عبد شمس، أو عامر، وهو أول من سبأ، ودخول أل على سبأ وأندلس وصين وهند وسند خطأ، لأنها أعلام عجمية لا يصلح فيها لمح أصل، وسبب استعماله الغفلة والتقليد، ولو سئل عنه مستعمله من العلماء لأجاب بالمنع { بنبأ } خبر { يقينٍ } راسخ فى الثبوت.