خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ
٣٨
-النمل

تيسير التفسير

{ قالَ يا أيُّها الملأ أيُّكم يأْتِينى } طلب فرداً واحداً منهم، وهذا من القوة بمكان، إذ كان غير محتاج الى تعد { بعَرْشها } وفى الكلام حذف، أى فرجع الرسول أو الهدهد اليها، فأخبرها فآمنت وأقبلت بملوكها بعد أن جعلت عرشها فى بيت دار به سبعة أبيات، ووكلت به حرسا، وروى أنها أرسلت اليه: انى قادمة اليك بملوكى، لأنظر ما تدعو إليه، ولما كانت على فرسخ من سليمان رأى رَهَجا فقيل له: انه من بلقيس، فقال: { أيُّكم يأتينى بعَرْشها } ومراده إعزاز الاسلام به، إقامة الحجة عليها، بقدرة الله ووحيه.
{ قَبْل أنْ يأتُونى مُسْلمِينَ } مُذعنين لما أتصرف فيهم وعليهم، فيرق لهم قلبى، أو مؤمنين بالله ورسله وشرعه، فلا يحل لى، وليس هذا من أخذ الغنائم فضلا عن أن يعترض باختصاصها بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بل شىء أباحه الله لسليمان عليه السلام بلا قتال، كما قيل: الهدية والجمهور، على أنه لم يقبلها، وقيل استدعى كرسيها ليرى قدر عقلها، إذا رأته أو ليرى قدر ملكها، لأن سرير الملك على قدر ملكه.