خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ عِفْرِيتٌ مِّن ٱلْجِنِّ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ
٣٩
-النمل

تيسير التفسير

{ قال عِفْريتٌ } خبيث مارد، يخلط أقرانه بالعفو وهو التراب، من الانس أو الجن، والمراد هنا أنه من الجن كما قال: { منَ الجنِّ } صخر بن إبليس عند الطبرى، وابن ابى حاتم عن ابن عباس، وهو كالجبل يضع قدمه عند منتهى طرفه، أو كوزن أو كوزى روايتان لابن أبى حاتم عن غير ابن عباس، أو ذكوان أو كوذى { أنا آتيك به } يحتمل أنه مضارع كما هو مضارع فى قوله: " { أيكم يأتينى بعرشها } "[النمل: 38] والأولى أنه اسم فاعل للاستقبال، واسم الفاعل أبلغ من المضارع، مع انه تكلم به من يدعى القوة والقدرة على الاتيان به فى مدة قصيرة، مع بعده وثقله، والأصل فى الخبر الافراد، وهو أنسب بافراد الخبر فى قوله: { وإنى عليه لَقوى أمين }.
{ قبل أن تَقومَ مِن مقَامِكَ } كان يمكث من الصبح الى الظهر للحكم بين الناس وهو المشهور، أو قبل أن تستوى قائماً من موضع قيامك، أى مكثك { وإنِّى عَليْه } على حمله أو على إحضاره، وهو أولى لأنه يتضمن الحمل، ويناسب يأتينى من قوله:
" { أيكم يأتينى بعرشها } "[النمل: 38] وقوله: { أنا آتيك به } وفى معنى ذلك أن تقدر، وانى على حمله اليك وتقليل المحذوف أولى { لقوىّ } القوة صفة تصدر عنها الأفعال الشاقة، فاختير قوى على قدير كذا قيل، وفيه أن القدرة تصلح لذلك { أمِين } لا أخون بأخذ شىء منه، ولا أبدله أو بعضه.