خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ ٱطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ ٱللَّهِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ
٤٧
-النمل

تيسير التفسير

{ قالُوا اطَّيرنا } تطيرنا قلبت التاء طاء وأدغمت فى الطاء فجىء بهمزة الوصل يبدأ بها مكسورة ان لم يوصل الكلام بقالوا، والتطير نسبة الشؤم وهو الشر الى شىء بانه سببه كانوا إذا خرجوا مسافرين اعتبروا طيران طائر يطير عليهم، فان مر بهم يمينا رجعوا، وان لم يطر عليهم أطاروا طائراً ماكثا، فان مر يمينا رجعوا، وأما اذا مر يسارا فانهم يمضون على سفرهم، وذلك انه إذا مر يمينا لم يمكن لهم رمية حتى يتحرفوا له وقيل: يمضون إن طار يمينا، فنسبوا الخير والشر الى الطائر، إذا اعتقدوه سبباً لهما من قدر الله عز وجل، أو من عمل العبد الذى هو سبب، ومعنى اطَّيرنا تشاءمنا.
{ بِكَ وبِمَن مَعَك } فى دينك، إذ لزمنا القحط والافتراق من حين جئتمونا بدينكم، والمراد حصل لنا ذلك بك حصوصا، وحصل أيضاً بمن معك، أو حصل بكونكم دفعة { قال طائِرُكم } سبب ما ينالكم من الشر { عِنْد الله } هو قدرة أو عملكم السوء المكتوب عند الله عز وجل وهو الذى قدره { بل } إضراب انْتِقال { أنتُم قَومٌ تُفْتنُون } تختيرون بالسراء والضراء، أو تعذبون، أو تصدكم أنفسكم عن الحق، ويصد بعضكم بعضا، ويصدكم الشيطان، وتتأثرون بالشر من كل من جاءكم به.