خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لأَهْلِهِ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ
٧
-النمل

تيسير التفسير

{ إذْ قال مُوسى لأهْلِه } اذكر إذ قال موسى، او عليم إذ قال قال موسى، على معنى أن علمه محتو على ذلك الوقت المعتبر لا مخصوص به، والأول أولى، وأهله زوجه سماها أهلا تعظيماً لها، فإن أهل الرجل أتباعه وكذا ضمائر الجمع بعد فى قوله: { إنِّى آنست ناراً سآتيكم مِنْها بخَبرٍ } الخ إلا أنها تبع للتعبير بالأهل، ويجوز حمل الأهل على زوجه وغنمه توسعاً، خرج من مدين ووصل وادى طوى، وقد حاد على الطريق فى ليلة باردة شاتية، وزوجة قد ولدت، وغنمه تفرقت فى ظلمة عظيمة، وأراد الدفء لها، ولم يور زناده، فبدت له نار من جانب الطور، وأراد بالخبر الخبر عن الطريق، والسين للبعد، أخبر أهله به لئلا يستوحشوا، وليصبروا إن أبطأ، أو للتأكيد، وموسى تكلم بلغته، وذكرها الله بما يفيدها من العربية، او انطقه الله بالعربية.
{ أو آتيكم بشهابٍ قَبَس } الإضافة للبيان والشهاب، أعم لأنه يكون من قبس ومن غيره، أى آتيكم بشهاب هو قبس أى بشعاة تقبس من نار، وأو لمنع الخلو لا لمنع الجمع، فإنه إن وجد النار والدلالة على الطريق أتاها بها، وسار على الطريق أو قصد مقابلة الاتيان بالقبس الذهاب بها الى حيث النار، وما هنا وعدة بصورة الجزم، والمراد قوة الطمع، بدليل الآية الأخرى:
" { لعلى آتيكم } "[طه: 10، القصص: 29] بصورة الترجى لا تناقض بين الجزم هنا بالاتيان بالنار، وبين ترجيه فى قوله تعالى: " { لعلى آتيكم } "[طه: 10، القصص: 29] لأن الراجى اذا قوى رجاؤه جزم، ولأنه بنى الرجاء على انه إن لم يظفر والنار معاً ظفر بأحدهما، وفى القصتين جواز حكاية الكلام، وحديث النبى صلى الله عليه وسلم بالمعنى فيما لم نتعبد بلفظه { لعلَّكم تصْطلونَ } الطاء بدل من تاء الافتعال من العلاء بكسر ومد، أو فتح وقصر، وهو الدنو من النار للاستدفاء، ويطلق على النار أو بالكسر الدفء وبالفتح النار.