خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَكِنَّآ أَنشَأْنَا قُرُوناً فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِياً فِيۤ أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ
٤٥
-القصص

تيسير التفسير

{ ولكنَّا أنشأنا } خلقنا { قُروناً } بعد موسى { فتطاول } طال جداً { عليهُم العُمُر } أزمنة حياتهم فى الجهل، وتغير الأحكام والشرائع، وتخريف التوراة والإنجيل، واشتد ذلك وقت مجيئك، وذلك قبل عيسى ومعه وبعده، وبينه وبين نبينا خمسمائة وخمسون ولعل هذا هو المراد بمعنى لم يأتهم نبى بعد الفترة، وقيل: المراد أن العرب لم يأتهم نبى، وبعد اسماعيل على أن أنبياء بنى إسرائيل بعثوا الى غير العرب، وقيل: بعثوا الى العرب أيضا، وقيل بعد عيسى ثلاثة من بنى إسرائيل، وواحد من العرب خالد بن سنان، بعثوا الى العرب وغيرهم. فأنزلنا إليك القرآن بقصص الأنبياء، وبعض أحكامهم، وبشرع جديد.
{ وما كُنتَ ثاوياً } مقيما { فى أهل مَدْين } شعيب عليه السلام. والمؤمنون { تتلوا عليهم } على أهل مدين { آياتنا } تعلما منهم كما يعرض المتعلم ما قرأ على المعلم، وتعليما فتخبر قومك بما جرى، فما إخبارك قومك بما لم تحضر إلا بالوحى، وقيل: ما كنت نبيا فى أهل مدين، بل لكل أمة نبى، وفى هذه الآيات نفى لما قال المشركون يعلمه بشر كما قال سبحانه: { ولكنَّا كنَّا مُرْسلين } موحين إليك بآيات موسى وآيات شعيب وما جرى بينهما.