خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ رَبَّنَا هَـٰؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَغْوَيْنَآ أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَآ إِلَيْكَ مَا كَانُوۤاْ إِيَّانَا يَعْبُدُونَ
٦٣
-القصص

تيسير التفسير

{ قال الَّذين حقَّ عليْهِمُ القَوْل } قصدوا به، بالمعنى المصدرى، أو حق عليهم المقول بمعنى المفعول، وهو ما تضمنه من أن لهم النار، وهم الرؤساء من الجن والإنس، المتبوعون فى الكفر خصُّوا بالذكر لأصالتهم وتسببهم فيه، ولم يقل قال الذين زعموهم شركاء، لأن عيسى وعزير والملائكة لا يقولون ربنا هؤلاء الذين أغوينا إلخ، مع أنهم شركاء لله فى زعمهم، والكلام فيهم بدليل قوله: { ربَّنا هؤلاء الَّذين أغْوينَا أغْويناهم كما غَوَيْنا } وإلا فالقول حق على التابعين كما حق على المتبوعين، أو أراد هنا أن التابعين قد أجابوا بقولهم هؤلاء أضلونا، فيشمل من حق عليه القول التابع والمتبوع، ولا سيما، أن السؤال فى قوله تعالى: " { أين شركائى } " [القصص: 62] للتابعين، وإنما سارع الرؤساء المتبوعون الى الجواب بقولهم: { ربنا هؤلاء الذين أغوينا } الخ لعلمهم إن السؤال راجع إليهم ولعلمهم أنهم يستحضرون ولعلمهم أن التابعين سيقولون هؤلاء أضلونا، والذين نعت أو بيان، وأغويناهم خبر هؤلاء، وهذا أولى من جعل الذين خبر، وأغويناهم خبرا ثانيا أو مستأنفا، والمعنى أغويناهم مع اختيارهم لا بالقهر، كما غوينا باختيارنا فقد أفاد الخبر ما لم تفده الصلة، كما أفاد قولك: الذى ضرب ضرب، والذى جاء جاء فى فرس، وحصول العائدة بالفضلة كاف.
{ تبرَّأنا } من عبادتهم إيانا، ومن الكفر والمعاصى ولو ادعوها لنا { إليك } تركناها ولم نقبلها { ما كانُوا إِيَّانا يعْبدون } فى الحقيقة، لأن عبادتهم لا تتصل بنا، ولسنا أهلا لها، وإنما عبدوا أهواءهم، وقيل: ما مصدرية على تقدير حرف الجر، والمصدر متعلق بقوله: تبرأنا إليك أى تبرأنا إليك من كونهم يعبدوننا.