خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَأَصْبَحَ ٱلَّذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ بِٱلأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلاۤ أَن مَّنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَافِرُونَ
٨٢
-القصص

تيسير التفسير

{ وأصْبَح } من الليل الذى خسف فيه به، على أن الخسف وقع فى الليل، وهو أشد إذ هو وقت الراحة والسكون، أو بمعنى صار، فهو محتمل لليل وغيره { الَّذين تمنَّوْا مكانَهُ } مثل مكانه، أى منزلته لقوله: " { مثل ما أوتى } "[القصص: 48] أو نفس منزلته، على أن مثل هناك صلة، والأول أولى، لأن الأصل عدم الزيادة، ولأن الأصل تعنى المثل لا الشىء الفانى، وأما تقدير مثل هنا فإنه ولو كان حذفا فلذكر مثله، فكأنه لم يحذف { بالأمس } فى الزمان الماضى القريب موصولا أو مفصولا { يقولون ويْكأن الله } وى اسم فعل بمعنى أعجب مما وقع من الخسف، أو بمعنى اندم على ذلك التمنى، والكاف حرف خطاب، وأن الله تعليل، أى لأن الله أو بأن الله، أو يقدر أعلم أن الله بصيغة المضارع، أو الأمر، وقال الكسائى ويونس: أصله ويلك، فحذف اللام، فالكاف ضمير مضاف إليه، وقيل: وىْ اسم فعل، وكأن هى حرف تشبيه، خرجت عنه الى التحقيق كقوله:

كأن الأرض ليس بها هشام

مع أنه مات إلا إن ادعى أنه نافع، ولو مات ولا يعرف ما قيل عن ابن عباس، ويكأن كلمة واحدة بمعنى ألم تر ناصبة للفظ الجلالة، أى ألم تر أن الله { يبْسُط الرزق لمن يشاء من عباده } كقارون { ويقْدِر } يضيقه عمن يشاء من متق وعاص، وليس لكرامة أو هوان، بل كثيرا ما يكون المال هلاكا لصاحبه كما رأيتم لقارون، وكان يؤذى موسى وموسى يدارئه لقرابته، وتسكينا لحده، حتى طالبه بالزكاة إذ نزلت، فأبى فصالحه بإذن الله على كل ألف بواحد فأبى، وسعى فى بهته بالزنى { لولا أن مَنَّ الله علينا } بأن لم يعطنا مثل ذلك، أو نفس ذلك، ولم نفعل ما فعل من السوء، أو بأن لم نختر المقام معه حتى يخسف بنا كما خسف بالاثنين الباقيين معه { لخَسَف بنا } كما خسف به، أى لخسف الله بنا { ويْكأنه لا يُفلح الكافرون } لنعم الله عز وجل، أو المكذبون لرسله، وقارون مكذب عنادا لا جهلا.