خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
٨٣
-القصص

تيسير التفسير

{ تلْكَ الدَّار الآخرة } الجنة التى عرفت شأنها، وإشارة البعد للتعظيم { نجعَلُها للذين لا يُريدونَ علوًّا فى الأرض ولا فساداً } وهم أهل العدل والتواضع من الولاة، وأهل القدرة من سائر الناس، وذكرهم بترك إرادة العلو والفساد، لا بترك العلو والفساد، لمزيد التحذير وإرادة الشىء سبب لفعله، ولعله يفضى إليه، ولا تضره أو تنفعه حتى يعزم عليه عزم ولم يفعل، كان دون من فعل، والعلو التكبر وطلب الشرف بالسلطنة، أو طلبهما وشمل الاستكبار عن الإيمان والفساد المعصية، وظلم الناس فى أموالهم، أو أبدانهم، أو أعراضهم، وشمل الدعاء الى غير الله بالإشراك، والآية على العموم لا فى التحرز عن فرعون وقارون، دخل عدى بن حاتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس على الأرض، وطرح له وسادة، فقال: أشهد أنك لا تبغى علوًّا ولا فساداً فأسلم رضى الله عنه، وقال صلى الله عليه وسلم: "ليس من الكبر أن يعجب الإنسان جماله أو ثيابه أو شسع نعله وأن بل هو تسفيه يجب أن لا يساويه أحد أو يفوقه فى ذلك الحق وغمط الخلق" .
{ والعاقبة للمتَّقين } الكلمة الكاملة فى الخير من الله لمتقى الشرك والمعاصى، أو الجنة لهم، والجنة والنار موجودتان الآن لدليل أعدت، وخروج آدم ونحو ذلك مما ذكر فى محله، ولا يدل نجعلها على عدمها الآن لأن المعنى نثبتها لهم بالادخال.