خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّبِعُواْ سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
١٢
-العنكبوت

تيسير التفسير

{ وقال الَّذين كَفَروا } اشركوا صراحاً { للَّذين آمنُوا اتَّبعوا سَبيلنا } دين الشرك الذي جعلناه طريقاً نسلكه كالطريق في الأرض، فسبيل استعارة تصريحية، ولا يجوز نصبه على الظريفة، على ان التقدير اتبعونا فى سبيلنا، لانه مما لا ينصب على الظريفة { ولْنَحمل } على انفسنا كحمل الشئ على الظهر، او نضمن من معنى الحمالة التي هي الكفالة، ويخالف هذا قوله عز وجل: " { وليحملن أثقالهم } " [العنكبوت: 13] الخ { خطاياكم } ان اتبعتم سبيلنا، وهى ما لا يجوز في دين الله على زعمكم، حتى كأنا معتقدون له، وقائلون به، وفاعلون له لا انتم، فلا تعاقبون بل نعاقب نحن على فرض ثبوت الجزاء، او ننجوا لعدم ثبوته، او يسامحنا الله او عبر عن الجزاء بالخطايا، لانها سببه وملزومة، والامر بصيغة التكلم امر لأنفسهم والزام لها بحيث، لا محيد لها عن الحمل، وكذبهم بقوله { وما هم بحاملين خطاياهم } حال من شئ بعده، ومن للبيان { من شيء } من صلة لتأكيد العموم وبقوله: { إنَّهم لكاذبُونَ } في دعوى صحة الحمل المعلومة من قولهم: ولنحمل، فإن دعواها إخبار، والكذب يقع فيها، او الكذب بمعنى عدم اصابة الصواب، فيجوز فى الانشاء، يقال سهم كاذب اذا اخطأ، او لنحمل امر لفظاً اخبار معنى، كأنه قيل نحمل بالجزم في جواب الامر، فصح الوصف بالكذب بأن يكون فى قلوبهم اعتقاد ان لا يحملوا خوفاً منهم، لعلهم صادقون، او اعتقاداً منهم ان لا يصح الحمل، والآية في ابى جهل، وابى سفيان بن حرب، وامية بن خلف، والوليد بن المغيرة، اذ كانوا يعارضون من جاء للاسلام، ويقولون: محمد يحرم الخمر والزنى والقمار، والحق معنا، وان كان معه حملنا عنكم العذاب ان صح البعث، وقال ابو سفيان، وامية ذلك لعمر، والضمير في الآية لهؤلاء لعلمهم بالمشاهدة، او لقريش اجمالاً اذ هؤلاء منهم، وإذ رضوا.