{ وقارُون وفِرْعُون وهامان } عطف على عادا، او على ثمودا، وقدم قارون لان قريشا غيرهم كذبوه صلى الله عليه وسلم حسدا، كما كذب قارون موسى عليه السلام حسدا، او قدمه لانه اشرف من فرعون وهامان لايمانه، ولو افسده ولعلمه بالتوارة، وقرابته من موسى، فاذا اهلك مع ذلك علم العاقل ان الشرف لا يفيد مع المعصية، او لانه مستبصر كعاد وثمود لعلمه، فلم يفده استبصاره، كما لم يفدهم او لانه هلك قبل فرعون وهامان، والمقام لذكر الهلاك.
{ ولقد جاءهم } جاء قارون وفرعون وهامان { مُوسى بالبينات }اليد والعصا وغيرهما التوارة { فاسْتكبرُوا } عن الإيمان والطاعة، وإيمان قارون غير تام { في الأرض } أرض مصر، والمراد التوسع فى استكبارهم، ويقال ذكر الارض تلويحا بان من فى الارض لا يسوغ له الاستكبار لهو ان الارض، وأهل السماوات ملائكة لا يستكبرون، ولا كبرياء الا لله عز وجل { وما كانُوا سابقين } لا يفوتون حكم الله بإهلاكهم، او لم يسبقوا الامم فى الكفر، بل كفرت امم قبلهم، واهلكهم الله سبحانه، فليخافوا الإهلاك كما أصاب الامم على كفرهم.