خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَرِحِينَ بِمَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
١٧٠
-آل عمران

تيسير التفسير

{ فَرِحِينَ بِمَآ ءَاتَآهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ } من شرف السعادة والشهادة، وخير الجنة، ومن للابتداء، أو للبيان، أو للسببية أو للتبعيض، وفرحين حال من واو يرزقون، أو من المستتر فى أحياء، أو فى عند { وَيَسْتَبْشِرُونَ } يرزقون ويستبشرون، أو فرحين ويستبشرون كقوله تعالى: { { صافات ويقبضن } [الملك: 19]، إن المصدقين والمصدقات، وأقرضوا، أو وهم يستبشرون، ومعنى يستبشرون يفرحون ببشارة والله، وهو أيضاً للمجرد، أى ويبشرون بفتح الشين وإسكان الباء قبلها، أو مطاوع أبشر، كأراحه الله فاستراح، أي أبشرهم الله بذلك فاستبشروا، أو يطلبون البشارة من الله لإخوانهم فى الدين وقرابتهم بما نالوه من الشهادة من الكرامة ليفرحوا لهم ويحرصوا على القتال { بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم } بإخوانهم المؤمنين الذين لم يلحقوا بهم حينئذ، بأن لم يقتلوا، ولكن يقتلون بعد ذلك شهداء { مِنْ خَلْفِهِمْ } قال ابن عباس: تنزل على الشهداء صحف مكتوبة فيها أسماء من يقتل بعدهم شهيداً، فيفرحون لهم بذلك، والاستبشار يذكر ويراد به الفرح ويراد به البشارة، ذلك كقوله تعالى: { { يا ليت قومى يعلمون بما غفر لى ربى } [يس: 26، 27] الخ { ألاّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } من وقوع محذور لعدمه، ومصدر السلب بدل اشتمال من الذين، أى انتفاء خوف من خلفهم، ويجوز أن يقدر بأن لا، وليس المراد أن المتقدمين لا يخافون على من خلفهم { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } على فوت محبوب إذا ماتوا لعدم فوته.