خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ إِذَآ أَنتُمْ تَخْرُجُونَ
٢٥
-الروم

تيسير التفسير

{ ومِنْ آياته أن تقوم السَّماء والأرض بأمره } بأن يوحى اليهما بخلق العقل فيهما، او بالملك، او ما شاء او امره ارادته، او قضاءه، عبر عن احدهما بالامر للدلالة على انه لا يحتاج الى آلة، ولا يخفى ان المضارع مستقبل لانه منصوب، مع ان قيامهما موجود لا مستقبل، فتأول الفعل بالبقاء بعد او بالدوام بمعنى ان يدوم قيامهما، وهو بقاؤهما ووجودهما الى ما شاء الله، او كونهما بلا عمد من فوق للسماء، ولا من تحت للارض او بلا عمد لهما من تحت، ولا من فوق كقوله تعالى: " { خلق السماوات بغير عمد } "[لقمان: 10] او بقاءهما وقوفهما بلا نزول، وقيل: الاستقبال باعتبار اواخر البقاء.
{ ثمَّ إذا دعاكمُ من الأرض إذا أنتُم تخرجُون } عطف على قوله: { ومن آياته أن تقوم } الآية فليست هذه الجملة من الآيات، لانها لم توجد الان، بل اخبار بالبعث، وقيل: عطف على ان تقوم على تأويلها بالمفرد بمعنى، ومن آياته قيام السماوات والأرض بأمره، ثم خروجكم بسرعة من قبروكم اذا دعاكم، فيكون خروجهم متعقبا للآية لا منها او يفرض انه منها ولو لم يوجد الان، ولم يقروا به، لانه فى نفسه متحقق ظاهر، ولو انكروه، ومن للابتداء، لان معنى دعاكم استخرجكم، تقول: دعوته من اسفل الوادي، اى استجلبته منه، ومعنى دعاء الله لهم قضاءه او خلقه لهم صوتا يسمعهم، او قول ملك، او بمعنى فى فتعلق بمحذوف حال من الكاف.
والموتى يدعون حقيقة للخروج، من القبور او شبه ترتب حصول الخروج على تعلق ارادته دون احتياج الى عمل بترتب اجابة الداعى المطاع على دعائه على الاستعارة التمثيلية، او شبه الموتى بقوم يراد جمعهم الى موضع على الاستعارة بالكناية، ورمز لذلك الدعاء، وذلك كله غير نفخ إسرافيل، وإنما ينفخ فى الصور قبله او بعده، او شبه قصد جمعهم بالدعاء على الاستعارة الاصلية، واشتق منه دعا على التبعية، ومن ثم للترتيب الزمانى او الرتبى، فان احياء الموتى اعظم من قيام السماوات والارض، لو كان اهون من البدء لبادى الراى، ولا سيما انهما سواء فى نفس الامر لا كما قال ابن المنير: ان قيامهما أعلى من إحياء الموتى، ولا يصح ما أجيب به من أن كون المعطوف أعلى فى الرتبة اغلبى لا لازم، اذ لا وجه لعكسه، لان لا وجه لكون العطف رتيبا فى العكس، بل يرجع الى عطف قصة على اخرى دون تراخ رتبى، ويجوز حملها على مطلق البعد، او مطلقه، والزمانى بطريق عموم المجاز.