خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ فَلاَ تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآئِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ
٢٣
-السجدة

تيسير التفسير

{ ولقد آتينا مُوسى الكتاب } جنس الكتاب التوراة والصحف او المعهود، وهو التوراة { فلا تَكُن } يا محمد { في مِريةٍ } شك { مِن لقَائه } الهاء لموسى عليه السلام، وقيل للكتاب اى من لقاء موسى الكتاب او بالعكس، اى من لقاء الكتاب موسى، والاول اولى، لان الاضافة الى الفاعل اولى منها الى المفعول، ولان اسناد اللقاء الى العاقل ان يلقى غير العاقل اولى من العكس.
وقيل: المراد بالكتاب الجنس، هكذا الشامل للتوراة والقرآن على التوويع، بحسب ما لكل، والهاء عائدة الى الكتاب على معنى الجنس، اضيف اليها لقاء اضافة مصدر لمفعوله، والفاعل محذوف ضمير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، اى من لقائك يا محمد جنس الكتاب فى ضمن فرد هو القرآن، كما آتيناه موسى فى ضمن فرد و التوراة، وقيل: الكتاب التوراة والهاء عائدة اليه بمعنى التوراة على حذف مضاف، اى من لقاء مثله او على الاستخدام ترجع الى الكتاب لا بمعناه الذى هو التوراة، بل بمعنى القرآن، او عادت الى القرآن المفهوم، والظاهر ما تقدم ومعنى التفريغ ان ايتاء موسى الكتاب يكون معرفتك به سببا فى ازالة الريب عنك فى امر ايتائك القرآن والمراد نهى امته، او تعرض وانت تدرى ان المراد لقاؤك الكتاب، اى القرآن او لقاء القرآن يبعد ان الهاء لموسى على الفاعلية والمفعول محذوف، اى من لقائه الشدائد من قومه، فى تبليغ كتابه، فاصبر على ما اصابك من قومك فى تبليغ القرآن.
وقيل: الهاء لموسى على المفعولية، والفاعل محذوف اى من لقائك يا محمد موسى ليلة الاسراء، ورواه البخارى ومسلم، هو: "انى رأيت موسى رجلا آدم طوالا جعدا كانه من رجال شنوءة، ورايت عيسى رجلا مربوع الخلق الى الحمرة والى البياض سبط الشعر، ورايت مالكا خازن النار، والدجال" وفى الحديث ان من فى السماء مثل عيسى وادريس يلهمون التسبيح كالملائكة، ولا يأكلون ولا يشربون.
{ وجعلناه } اى كتاب موسى، وقال قتادة جعلنا موسى { هُدَى لبني إسرائيل } خصوا بالذكر لانه لم يبعث الى بنى اسماعيل، وقيل بعث الى الناس كلهم.