خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ
٤
-السجدة

تيسير التفسير

{ الله الَّذي خَلَق السَّماوات والأرض في ستة أيام } لحكمته { ثم اسْتَوى عَلىَ العَرش } بالخلق، ولو شاء لخلقهن فى اقل من لحظة، فهل معبوداتكم تخلق ذرة { ما لَكُم مِن دُونه من ولي ولا شفيع } مالكم قريب بالنسب، او المصاحبة يليكم بالدفع عنكم، ولا ذو جاه يرق عليكم فيشفع لكم، ومن دونه حال من الكاف، أى من دون رضا الله وجل، وان جعلناه حالا من المستتر فى لكم، وجعلنا ولى مبتدأ او حالا من ولى، وولى فاعل لكم، فالمعنى ما لكم شفيع الا الله، فيلزم وصف الله بالشفاعة، لانها من الادنى الى الاعلى، كما استشفع اعرابى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالله اليه فنهاه، فيحتاج الى ان نقول: وجه المنع بقاءه بظاهره، وهنا تأوله بناصر فيجوز، ويجوز ان يكون للمشاكلة، لان المشركين ينسبون الشفاعة لآلهتهم كذا قيل.
قلت: ما فيه اشكال لا يجوز حمل القرآن عليه بالتأويل، مع انه غير محتاج اليه، وانما نقبل اشكالا ظاهرا فى لفظ القرآن فتأوله، وهنا وجه آخر لا يلزم عليه وصف الله بالشفاعة، وهو ان من دونه جار على الواقع، فانه لا شفيع الا وهو غير الله تعالى، لانه لا يوصف بالشفاعة، نقول: مالك فرس غير اشهب، مع انه لا فرس لمخاطبك البتة.
{ أفلا تتذكَّرون } إن قلنا الهمزة مما بعد الفاء لتمام صدارتها، فلا تقدير والا قدرنا معطوفا عليه، الا تسمعون المواعظ البتة، فلا تتذكرون، او أتسعونها فلا تتذكرون بها.