خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ ٱللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ ٱللَّهَ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيباً
٣٩
-الأحزاب

تيسير التفسير

{ الَّذين } نعت ولا دليل عل القطع الى الرفع او النصب { يُبلِّغون رسالات الله } الى عباده { ويخْشَونه } يخافونه مع تعظيم له وحده كما قال: { ولا يخْشَون أحداً إلا الله } ولا سيما فى التبليغ، فبلغ بلا خشية أحد، كما بلغوا كذلك { وكَفَى بالله حَسيباً } كافيا للمكاره، فلا تخف مكروها من أحد، أو محاسبا على الذنوب تهديدا عليها، وتجوز التقية عندنا عن الموت، وما دونه من تلف عضو، او منفعته، وعن المال والعرض بحيث لا يضر غيره بتقية كبهت، وبلا معصية فلا يزنى تقية، والبسط فى الفروع، ومنعت الصفرية والأزارقة والنجدية التقية فى الدين عن النفس والعرض والمال، وأباحوا المال والقتل بالذنب، وأوجبوا الهجرة بدل التقية.
ولنا توسيع أكبره ان يقيم فى بلد الشرك من أسلم فيه أن علم دين الاسلام، ووصل اليه ولو سر، ولهم تشديدات، وشتموا بريدة الأسلمى الصحابى لكونه يحافظ عل فرسه وهو فى الصلاة خوفا من هروبه، وأخطأوا لعنهم الله، والحق معه يجوز له ان يمسك عنانها وهو يصلى اذا لم يجد إلاّ ذلك، ومن المذهب ان تذهب من الصلاة لتخلص لحماً عن الهر، وشعيرا عن الدابة: ويبنى على ما مضى، ولا تجوز التقية للانبياء فى امر الدين للآية، وقيل بجوازها الا فى التبليغ، وليس من التقية قصة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى شأن زوج زيد، بل عرض طبعى.
واما قول موسى:
" { إننا نخاف أن يفرط } "[طه: 45] الخ فكلام منه مع الله لا تقية، وأيضا الذى فى الآية الخشية وهى الخوف الشديد، او الخوف مع تعظيم فهى اخص، ولا يلزم من نفى الاخص نفى الاعم، او خاف القتل قبل ان يؤدى وأما " { لا يخاف لدي المرسلون } " [النمل: 10] فمعناه لا يلحقهم خوف يعطلهم عن الطاعة والحق.