خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
٥٦
-الأحزاب

تيسير التفسير

{ إن الله وملائكته يصلُّون على النَّبي } قال حسان بن ثابت:

صلى الإله ومن يحف بعرشه والطيبون على الرسول أحمد

والنبى المعهود محمد صلى الله عليه وسلم، جمع بين ضميره تعالى وضمير الملائكة، لأنه محض تشريف، أو يقدر أن الله يصلى فيعطف ملائكته على لفظ الجلالة، ويصلون على يصلى، ومر كلام فى قوله تعالى: " { اذهب أنت وربك فقاتلا } " [المائدة: 24] وتقدم كلام فى قوله تعالى: " { هو الذي يصلي عليكم وملائكته } " [الأحزاب: 43] ووجه اتصال الآية بما قبلها زيادة التشريف، كيف تؤذونه أو تكلمون نساءه بلا حجاب، أو تتزوجوهن مع أنه تعالى يصلى عليه، وملائكته يصلون عليه، وهو أهل لفضل الله، ولو كان نبيا فقط، فكيف وهو نبى رسول، فلذلك ذكره بالنبوة، وفى ذكره بالنبى على وجه المعاهدة أو الغلبة، حتى أنه المراد تشريف أيضا، وشرفه أيضا بأن الملائكة كلهم يصلون عليه مع كثرتهم، فالإضافة للاستغراق باضافتهم اليه تعالى، وصلاته تعالى رحمته بالثناء عليه عند الملائكة، وفى الكتب السابقة والأنبياء، وتفضيله على الخلق كلهم، وتشفيعه والمقام المحمود، والوسيلة وعدم نسخ شرعه بشرع بعده.
{ يا أيُّها الَّذين آمنُوا } نادى المؤمنين فى الصلاة والسلام عليه، تأكيدا بهما وحثا، وخصهم لأن فضلهما لا يناله المشرك، وهما وسيلة ولا وسيلة له، ولأن شأن المشرك أن يخاطب بالتوحيد وتوابعه، لا بالفروع، وقد اختلف فى عقابهم على الفروع { صلُّوا عليْه } أثنوا عليه بخير، ولما عجزنا عن حقيقة ذلك سألنا الله أن يصلى عليه، والاعتراف بالعجز عن الإدراك إدراك وكان هذا السؤال صلاة منا فنقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم إنك حميد مجيد، رواه كعب بن عجرة.
أو نقول: اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على آل ابراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل ابراهيم إنك حميد مجيد رواه أبو حميد الساعدى.
أو اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، كما صليت على ابراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل ابراهيم رواه أبو سعيد الخدرى.
أو اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على ابراهيم وآل ابراهيم، فى العالمين إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم رواه أبو هريرة.
أو اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك، على محمد وعلى آل محمد، كما جعلتها على ابراهيم انك حميد مجيد رواه بن بريدة الى غير ذلك، فعلمنا أن المراد التمثيل لا التخصيص، وفى قوله: كما صليت على ابراهيم تشبيه الأعلى بالأدنى، وهو جائز كقوله تعالى:
" { مثل نوره } "[النور: 35] وقوله تعالى: " { كأنهن الياقوت والمرجان } " [الرحمن: 58] ولا يطرد جعل كما صليت على ابراهيم راجعا الى الصلاة على الآل، فيكون تشبيه الأدنى بالأعلى، لأنه لا يتم فى الروايات التى لم يزكر فيها الآل.
وقد يقال: ذلك التشبيه قبل أن يعلم أنه أفضل من ابراهيم وغيره، ولما علم أنه أفضل لم يترك ذلك التشبيه، لما علمت من جواز تشبيه الفاضل بالمفضول، أو وكل تركه الى الإخبار بأنه أفضل، ويجزى الاقتصار على صلى الله عليه وسلم، أو صلى الله على سيدنا محمد وسلم، عما ورد فى روايات بلا ذكر آل وصحب وأزواج وذرية، ولا ذكر ابراهيم، والأوسط من الأقوال وجوب الصلاة عليه إذا ذكر لنحو حديث: "من ذكرت عنده ولم يصل عليك أبعده الله" وهو شامل لما إذا سمعه قارىء من قارىء فى مجلس القراءة، والمصلى هو الله سبحانه وتعالى: وتجوز بصيغة الإخبار المراد به الطلب، بأن تقول: صلى الله على محمد إلخ.
قال فى بغية المسترشدين: إذا قال الشخص: اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، أو سبحان الله ألف مرة، أو عدد خلقه، فقد جاء فى الأحاديث ما يفيد حصول ذلك الثواب المرتب على العدد المذكور، كما صرح بذلك ابن حجر، وتردد فيه محمد الرملى، وليس هذا من باب لك الأجر على قدر نصبك، بل هو من باب الفضل الواسع. والجود العظيم، أ0هـ.
وقال الشيخ سليمان جمل فى حاشيته على المنهج: قال بعض مشايخنا عند قول الفاكهانى فى شرح القطر، صلوات الله عدد حبات الأرض، وقطر الندى، فان قلت: هل يكتب بهذا اللفظ صلوات عدد حبات الأرض وقطر الندى؟ قلت: أخرج بن شكوال أنه صلى الله عليه وسلم قال:
"من صلى على فى يوم خمسين مرة صافحته يوم القيامة" وذكر أبو الفرج عبدوس رواية عن أبى المظفر انه سأل عن كيفية ذلك فقال: إن قال: اللهم صل على محمد خمسين مرة أجزاه ان شاء الله تعالى، وان كرر ذلك فهو أحسن أ0هـ.
ويؤيده أنه صلى الله عليه وسلم لما دخل على بعض نسائه فرآها تسبح وتعد بالحصى، قال:
"لقد قلت كلمة عدلت بها جميع ما قلت: سبحان الله وبحمده عدد خلقه" الحديث، فانه نص فى أنه من قال: اللهم صل على محمد ألف مرة، أو عدد خلقك، يكتب له بهذا اللفظ صلوات عدد الألف والخلق أ0هـ كلام الجمل.
{ وسلِّموا تَسْليماً } ادعو له بالسلامة من النقائص والآفات تقول: اللهم سلم على النبى، أو السلام عليك أيها النبى، أى السلامة، أو السلامة اسم لله عز وجل، أى مداوم على حفظك أو حفظ السلام ثابت عليك، أو السلام الانقياد من الناس، والإقبال وعدم المخالفة لك، ومعنى قول الله عز وجل: السلام عليك إخبار بالخير، أو بمعنى أريد لك الخير، ومعنى اللهم سلم على النبى، اللهم قل السلام على النبى، أو أوجد السلامة له، أو سلمه عن النقائص، أو مما يكره ولا يلزم أن نقول فى تسليمنا تسليما، بل ذكره الله عز وجل تأكيداً علينا لا لنذكره تأكيداً له تعالى.
وذكر فى شرح دلائل الخيرات قولين فى ذكر تسليما فى صلاتنا عليه صلى الله عليه وسلم، ولم يؤكد الصلاة، لأن فى صلاة الله عليه وملائكته، والتأكيد بأن، والجملة الاسمية، وتجدد الخبر فيها تأكيدا عظيما، وقيل: حذف من كل ما ثبت فى الآخر على طريق الاحتباك، أى صلوا عليه تصلية، وسلموا عليه تسليما، ولفظ تصلية ليس حراما ولا خروجا عن العربية، وقد رد قليلا، لا يتوهم الإحراق فقله، ولا بأس، وجعل الله عز وجل: { صلوا عليه وسلموا تسليما } بوزن شطر بيت من الكامل، بدون أن يقرأ بوزن الشعر، وذلك إعظام له صلى الله عليه وسلم، وذكر بعض قومنا وأقره السخاوى فى القول البديع أن الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم أفضل من زكاة المال الواجبة، لأنهما فعلهما الله تعالى، وأمر بهما ملائكته وسائر عباده عموما.
والزكاة أوجبها على عبده وحده إذا كان له نصاب، ولهما فضل لا ينتهى، فمعنى الصلاة عليه أن تزاد له الرحمة كما قال اسألوا لى الوسيلة، فهو صلى الله عليه وسلم ينتفع بالصلاة عليه، وأخطأ من قال غير ذلك، لأن المصلى عليه يقول: يا رب افعل له كذا، وكيف يأمرنا أن نقول ذلك بدون أن يعصاه له ذلك، بل جميع أعمال أمته فى صحيفته أن ينقص عنهم الأجر، وللشيخ ما يفعل التلميذ، ولشيخ الشيخ مثلاه، وللثالث أربعة، ولرابع ثمانية، وللخامس ستة عشر، وهكذا فللسلف فضل على الخلف، وإذا فرضت المراتب عشرا بعده صلى الله عليه وسلم، كان له ألف وأربعة وعشرون، وإذا اهتدى بالعاشر حادى عشر صار له صلى الله عليه وسلم ألفان وثمانية وأربعون قال بعض:

فلا حسن إلا من محاسن حسنه ولا محسن إلاله حســــــــناته

وجرت عادة أهل هذه البلاد أن يقتصروا على ذكر المهاجرين والأنصار بعد ذكره صلى الله عليه وسلم، ورأيت فى الحديث ما يدل على أنه كناية عن جميع الصحابة، وليقصد المصلى هذا العموم، ولا يجب ذكر الصحب والأزواج والذرية، وإبراهيم وآله والبركة، وذلك استحباب لا وجوب، ولو فسرت به الآية، ويجب ذكر الآل لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تصلوا علىَّ الصلاة البتراء بترك ذكر الآل بل قولوا اللهم صلى وسلم على محمد وعلى آل محمد" ويجزى الإضمار.
أخرج الحاكم وصححه عن كعب بن عجرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أحضروا المنبر فحضرناه فلما ارتقى درجة قال: آمين، فلما ارتقى الدرجة الثانية قال: آمين، فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال: آمين، فلما نزل قلنا: يا رسول الله لقد سمعنا منك اليوم شيئا ما كنا نسمعه؟ قال: إن جبريل عرض لى فقال: بعُد من أدرك رمضان فلم يغفر له، قلت آمين، فلما رقيت الثانية قال: بعُد من ذكرت عنده فلم يصل عليك، قلت آمين، فلما رقيت الثالثة قال: بعُد من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، قلت: آمين" .
وابن حبان فى صحيحه: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر، فلما رقى عتبة قال: "آمين، ثم رقى أخرى فقال: آمين: ثم رقى عتبة ثالثة فقال: آمين ثم قال: أتانى جبريل فقال: يا محمد من أدرك رمضان ولم يغفر له فأبعده الله، قلت: آمين، ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار فأبعده الله، فقلت: آمين، قال: ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله قلت: آمين"
والطبرانى بسند لين أنه صلى الله عليه وسلم ارتقى على المنبر فأمن ثلاث مرات، ثم قال: "أتدرون لم أمنت؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: جاءني جبريل عليه السلام فقال: إنه من ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله وأسحقه قلت: آمين، ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما دخل النار فأبعده الله وأسحقه، فقلت: آمين، ومن أدرك رمضان فلم يغفر له دخل النار، فأبعده الله وأسحقه، فقلت آمين" .
والبزار والطبرانى أنه صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، وصعد المنبر فقال: "آمين آمين" ، فلما انصرف قيل: يا رسول الله رأيناك صنعت شيئا ما كنت تصنعه، فقال: "إن جبريل تبدى لي في أول درجة فقال: يا محمد من أدرك والديه فلم يدخلاه الجنة فأبعده الله، ثم أبعده فقلت: آمين، ثم قال لي في الدرجة الثانية: ومن أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فأبعده الله ثم أبعده قلت: آمين، ثم تبدى لى في الدرجة الثالثة فقال: ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله ثم أبعده فقلت: آمين" .
وابنا خزيمة وحبان فى صحيحه، واللفظ له: أنه صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال: "آمين آمين قيل: يا رسول الله إنك صعدت المنبر فقلت: آمين آمين، فقال: إن جبريل عليه السلام أتانى فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعد الله قل آمين فقلت: آمين، ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما، فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين، فقلت: آمين، ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك، فمات فدخل النار، فبعده الله قل آمين، فقلت آمين" .
والترمذى وقال حسن غريب: "رغم - أى بفتح المعجمة ذل أو بكسرها لصق بالرغام وهو التراب ذلاً وهوانا - أنف من ذكرت عنده فلم يصل عليك، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة" .
والطبرانى، عن حسين بن على قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ذكرت عنده فخطىء الصلاة علىَّ خطىء طريق الجنة" .
وروى مرسلا، عن محمد بن الحنفية قال الحافظ المنذرى، وهو اشبه، وفى رواية لابن أبى عاصم، عن محمد بن الحنفية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ذكرت عنده فنسي الصلاة علىَّ خطىء طريق الجنة" .
وابن ماجة والطبرانى وغيرهما، بسند فيه مختلف فيه: "من نسي الصلاة علىَّ خطىء طريق الجنة" .
والنسائى وبن حبان فى صحيحه، والحاكم، وصححه عن الحسين، عن النبى صلى الله عليه وسلم، والترمذى وزاد فى سنده على بن أبى طالب، وقال حسن صحيح غريب: "البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي" .
وابن أبى عاصم: "ألا أخبركم بأبخل الناس؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: من ذكرت عنده فلم يصل على فذلك أبخل الناس" .
تنبيه: عد هذا هو صريح هذه الأحاديث، لأنه صلى الله عليه وسلم ذكر فيها وعيدا شديدا كدخول النار، وتكرار الدعاء من جبريل، والنبى صلى الله عليه وسلم بالبعد والسحق، وعن النبى صلى الله عليه وسلم بالذل والهوان، والوصف بالبخل، بل بكونه أبخل الناس، وهذا كله وعيد شديد جدا فاقتضى أن ذلك كبيرة، لكن هذا إنما يأتى على القول الذى قال به جمع من الشافعية، والمالكية، والحنفية، أنه تجب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم كلما ذكر، وهو صريح هذه الأحاديث، وهوالصحيح، ولا يقال إنه مخالف للاجماع قبل هؤلاء، على أنها لا تجب مطلقا فى غير الصلاة، إذ لا إجماع فى ذلك، ومن ادعاه فقد أخطأ، بل الاجماع على وجوب الصلاة والسلام، فمن قائل كلما ذكر، ومن قائل فى الصلاة، ومن قائل ومن قائل.
فعلى القول بالوجوب يمكن أن يقال: إن تركت الصلاة عليه وصلى الله عليه وسلم عند سماع ذكره كبيرة، ولا يصح ما قال الأكثرون على عدم الوجوب، فهو مشكل مع هذه الأحاديث الصحيحة اللهم إلا أن يحمل الوعيد فيها على من ترك الصلاة على وجه يشعر بعدم تعظيمه صلى الله عليه وسلم، كان يتركها لاشتغاله بلهو ولعب محرم، فهذه الهيئة الاجتماعية لا يبعد أن قال ان حقها من القبح والاستهانة بحقه صلى الله عليه وسلم ما، اقتضى أن الترك حينئذ لما اقترن به كبيرة مفسق فحينئذ يتضح أنه لا معارضة بين هذه الأحاديث وما قاله الأئمة من عدم الوجوب بالكلية.
فتأمل ذلك فإنه مهم، ولم أر من نبه على شىء منه، ولا بأدنى إثرة قاله ابن حجر، وما ادعى من الاجماع على عدم الوجوب عند سماع ذكره دعوى بلا دليل، فهى باطلة، والوجوب باق كيف تجمع على بطلان ما وجب فى الأحاديث الصحاح، وإنما ذلك غفلة ممن لا يصلى عليه، وممن لا يأمر بها، أو تقليد لقول من يقول: تجب مرة فى العمر، وعند الصلاة، أو يوم الجمعة، أو فى كذا أو فى كذا فقط، وقد ضعف ابن حجر دعوى ذلك الإجماع بقوله، وان قيل بصيغة التمريض مع أداة شرط، وكذا دعوى أن الوعيد إنما هو على من تركها اشتغالا بلهو ولعب، دعوى لا دليل ع ليها، فهى باطلة، وعلى كل حال يشرك من الجهلاء من حرم الصلاة عليه عند سماعه فى التلاوة، ممن يقرأ معه.
وفى الأثر بلغنا عن النبى صلى الله عليه وسلم:
"كان يطلع درجات منبره وهن ثلاث درجات فأول درجة طلعها قال: آمين، فطلع الثانية فقال: آمين، فطلع الثالثة فقال: آمين، فلما انصرف قيل: يا رسول الله حدثنا على ماذا قلت آمين ثلاث مرات؟ فقال: سمعت الملائكة يتكلمون فى السماء يقولون: من ذكرت عنده يا محمد ولم يصل عليك فجزاؤه جهنم، ومن أدرك أحد والديه أو كليهما ولم يدخل به الجنة فجزاؤه جهنم، ومن أدرك رمضان فى أهله ولم يدخل به الجنة فجزاؤه جهنم، ولذلك أمنت ثلاثا" ويقال ثلاثة تتعجب منهم الملائكة: من ذكر عنده لا إله إلا الله ولم يذكره هو، ومن يصلى على محمد عنده ولم يصل هو عليه، ومن مر على أخيه المسلم ولم يسلم عليه بالكبر.