خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَسَوَآءُ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤمِنُونَ
١٠
-يس

تيسير التفسير

{ وسواءٌ عليْهِم أأنْذرتَهُم أم لم تُنْذرهم } عطف على " { فهم لا يبصرون } " [يس: 9] فيجرى عليه من التفريع أو السببية ما جرى عليه، أو عطف على جعلنا من بين أيديهم سدا عطف اسمية على فعلية، أو على أنا جعلنا بمجرد طريق الإخبار دون الربط بسببية أو تفريغ آخر، والفعل يأول بالمصدر بعد سواء بلا حرف مصدر، فسواء خبر مقدم لمبتدأ مما بعده هو مصدر، أى إنذارك وعدمه سواء، وقدم الخبر للحصر، كقولك: قائم زيد، أى ما إنذارك وعدمه إلا سواء { لا يُؤمنون } استئناف لبيان ما فيه الاستواء، أى إنذارك وعدمه مستويان فى انتفاء الإيمان، وقدم الإنذار لأنه أنسب بأن يؤمنوا، وليكون بمنزلة قولنا االانذار كعدمه، فى أن لا يؤمنوا، وقد يجوز أن يكون حالا من هاء عليهم، أى سواء عليهم، أى سواء عليهم حال كونهم متصفين عند الله بعدم الايمان، وذلك أولى من جعله حالا من إحدى الهاءين بعد، وأجيز أن يكون بدلا اشتماليا فى الجملة ولا نحتاج لرابط، وعلى كل حال ليس مؤكداً للجملة قبله إلا باعتبار أن الاستواء معلوم من المقام، أنه فى عدم الايمان.
روى أن عمر بن عبد العزيز قرأ الآية على غيلان القدرى فقال: أشهدك أنى تائب من قولى فى القدر، وكأنى لم أسمع الآية، فقال عمر: اللهم إن صدق فتب عليه، وإن كذب فسلط عليه من لا يرحمه، فروى أن هشام بن عبد الملك قطع يديه ورجليه وصلبه على باب دمشق.