خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَوَلَمْ يَرَ ٱلإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ
٧٧
-يس

تيسير التفسير

{ أو لم يَرَ الإنسانُ أنَّا خلقناه من نُطْفةٍ } عطف على أو لم يَروا، أو استئناف، والاستفهام تعجيب وإنكار، والتقدير ألم يتفكر الانسان ولم يعلم أنا خلقناه من نطفة ولما حذف المقدر أظهر الانسان، ويجوز التكرير للتهوين هكذا، ألم يتفكر الانسان، ولم يعلم الانسان، أنا خلقناه، فان المذموم كلما ذكر اسمه ازداد ذما بذكره، وأكد الانكار والتعجب بقوله: { فاذا هو خَصيمٌ } مبالغ فى الجدال بالباطل، والصحيح أن المراد متكلم مفصح بالكلام بعد ما كان ماء مهينا { مُبينٌ } ظاهر أن ذلك منه جدال بالباطل، وجاهر به لا يخفى ولا يكنى، والمراد بالإنسان جنس الكافر، ولو نزلت الى آخر السورة فى العاصى بن وائل، جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظم ففته بيده فقال: يا محمد أيحيى الله تعالى هذا بعد ما أرم؟ قال: "نعم يبعث الله هذا ويميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم" وقيل: قائل ذلك أبى بن خلف الذى قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد بحربة، كما وعده أنه سيقتله، وما أصابت منه كثيرا فقالوا: لا بأس، فقال قد وعدنى بالقتل: لو تَفَل علىَّ لقتلنى، واختاره بعض وهو رواية عن ابن عباس وعنه أبو جهل، وعنه عبد الله بن أبى.
وفيه أن مشركى المدينة يلاينون بالتوحيد، وينافقون بالشرك، ولا يجاهرون به عناداً وخصاماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأيضا السورة والآية مكية، لكن لا مانع من أن ابن عباس عقل القصة مع صغر سنة، والظاهر أنهم كلهم قالوا، فنزلت فيهم، أو قاله بعضهم فنزلت فيه ولم يرتدع الآخرون فقالوه بعده.