خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّا جَعَلْنَا فِيۤ أَعْناقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِىَ إِلَى ٱلأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ
٨
-يس

تيسير التفسير

{ إنَّا جَعَلنا في أعْناقهم } جمع عنق بضم العين والنون، أو بضمها وإسكان النون، أو بضمها وفتح النون، جمع قلة للكثرة لا جمع عنيق { أغلالا } عظيمة هائلة جمع غل بالضم للقلة أريد به الكثرة، وهو ما تجمع به اليد أو اليدان الى العنق تضييقا وتعذيبا، ولذلك يسمى جامعة، وقد يطلق الغل على ما يربط به اليدان وحدهما، أو اليد وحدها، أو العنق وحدها، أو غير ذلك من الأعضاء، أو متعدد، وصح المعنى بلا تأويل بالقلب، بأن الأصل أعناقهم فى أغلال، لأن المعنى فى أعناقهم مع اليدين، أو اليد للتعذيب.
{ فَهِي } أى الأغلال، والفاء للتفريع أى أغلالا عظيمة حتى أنها بلغت الأذقان، أو لمجرد التعقيب، على أن التنوين والتنكير فى أغلال ليس للتعظيم { إلى الأذقان } المعهودة، إذ لا بد لهم من الأذقان، أو أل نائب عن المضاف اليه، أى الى أذقانهم متعلق بمحذوف جوازا، لأنه كون خاص، أى منتهية الى الأذقان، ولم ينتقل اليه ضمير منتهية، لأنه ينتقل من الكون العام، والجمع للقلة مراد به الكثرة، والمفرد ذقن بفتح الذال والقاف وهو مجتمع أسف اللحيين { فَهُم } بسبب انتهائها الى الأذقان بتضييق { مُقْمَحون } مرفوعة وجوههم الى فوق بربط عمود تحت اللحيين، وليس غض البصر شرطا فيه، وقيل هى عائد الى الأيدى المعلومة من ذكر الأعناق والأغلال معا كما دل ذكر الخير على الشر فى قوله:

وما أدرى إذا يممت أرضاً أريد الخير أيهما يلينى

أى أى واحد من الخير والشر، وصرخ بهما فى عقبة فى قوله:

الخير الذى أنا ابتغيه أم الشر الذى لا يأتينى

فإقماح وجوههم للتضييق على الأذقان بالأيدى، والفاء سببية، وذلك كله ظاهر إلا أن فيه إلغاء الظاهر، وإرجاع الضمير الى غير الظاهر.