خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَٱسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَآ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ
١١
-الصافات

تيسير التفسير

{ فاسْتَفْتهم } اذا كان لنا ما ذكر من الخلق، أو اذا عرفت فاستخبر للتبكيت بالتقرير أو الإنكار مشركى مكة، كأبى الأشد وفيه نزلت { أهُم أشدُّ خَلقاً } أقوى بينة، أو أصعب إيجاداً { أم من خَلقْنا } من الملائكة والسماوات، والأرض والكواكب، والشياطين والشهب، وعبر بمن تغليبا للملائكة والشياطين لعقلهم على غيرهم، ومن معطوف على هم ففى أشد ضميرها، وأشد خبرهما { إنَّا خلقْناهم مِنْ طين } تراب وماء، وهما فى الآية معجونان.
{ لازبٍ } ملتصق بما مسه أو بعضه ببعض، ولا يصح فى اللغة ما قيل انه الجيد، وانما هو من خارج لشدة عجنه وجودته، كما يقال من آية أخرى أنه منتن، وهذا رد عليهم بأنهم ضعاف، لأنهم من الطين بخلق أبيهم منه، الطين ضعيف، وقد خلق ما هو أقوى وخلق الضعيف أسهل فى عقولهم وهما عند الله سواء، وبأنهم من طين بخلق أبيهم، فلا يعجزه أن يخلقهم عند البعث، واحياء ما بقى من أعضائهم، وإكمالها أسهل فى عقولهم، والكل عند الله سواء.