خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ
١٧١
إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ
١٧٢
وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ
١٧٣
-الصافات

تيسير التفسير

{ ولَقَد سَبَقت كَلِمتُنا } أى ووالله أو وربنا، وإنما قدرت حرف القسم بالواو لئلا يجتمع واوان، واو العطف وواو القسم، والإضافة للجنس، فشملت كلمات لأن لله كلمات لا كلمة واحدة، كما قرأ الضحاك بالجمع، ويحتمل أن يجعل كلماته كلها واحدة لارتباطها غاية الارتباط على الاستعارة التصريحية، الأصلية التحقيقية، والمعنى: وعدنا بالخير للمرسلين وأتباعهم، وبالشر لمخالفيهم جزما ووجه آخر أن الكلمة بمعنى الكلام المفيد المركب من كلمات مجاز مرسل، لعلاقة الكلية والجزئية، وقيل الكلمة بمعنى الكلام حقيقة لغوية، واختصاصها بالمفرد، كقام وزيد، وباء الجر اصطلاح لأهل العربية، وليس كذلك ألا ترى أنه يقال: كلمات وكلمتان.
{ لِعبادِنا المُرْسَلين } أى وأتباعهم، ولم يذكرهم للعلم عند كل أحد أن حكم التبع حكم المتبوع، وأيضاً دل عليهم ذكير الجند بعد، وفسر سبق الكلمة للمرسلين بقوله:
{ إنَّهُم لَهُم المَنْصُورون* وإنَّ جُنْدنا لَهُم الغالبُون } مستأنفا، قيل أو بدلا، فان أيريد بالكلمة اللفظ الذى نتلفظ به عنه معشر الخلق حاشاه عن التلفظ، فالمراد ألفاظ انهم لهم المنصورون الخ، وإن أريد بها الموعود به فالمراد معنى أنهم لهم الخ، والإضافة الى نا فى الموضعين للتشريف، والجند الأتباع، أوهم المرسلون ذكروا باسم المرسلين، وباسم الجند، وضعا للظاهر موضع المضمر، وذلك تعظيم لهم بالأرسال والتبليغ، ويجهد طاقتهم فى الذب عن طاعة الله فمقتضى الظاهر وأنهم لهم الغالبون، أو المراد بالجند مطلق المؤمنين تعميما بعد تخصيص، وفى الجملتين تأكيد باللام، والضمير بعدها جعل فصلا أو مبتدأ، والجملة الاسمية، واللام والحصر إلا أنك كثيرا ما ترى الكفرة غالبين فنقول: إذا كان الكفرة غالبين فلاختلال شرط فى كون المؤمنين غالبين، كما أعجبتهم كثرتهم، وكما خرجوا عما حد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، وكذا يوم أحد لكن هزم الكفرة فيه آخرا.
وعن الحسن ما غلب نبى فى حرب قط، ولأن الغلبة تكون فى الآخرة أيضا كما تكون فى الدنيا أيضا، وتكون بالحجة، وبعد موت الرسل، فالغلبة من أتباعهم غلبة منهم، وأيضا لم يمت رسول ولا نبى فى القتال، والغلبة تكون بالقتل والأسر والاجلاء والتشريد.