{ أإذا متْنا وكُنا ترابا وعظاما أإنَّا } تأكيد المأول { لَمديُنون } مجزيون بأعمالنا بعدإحيائنا، أو مسوسون مربوبون من دانه إذا ساسه، كما قال صلى الله عليه وسلم: " "العاقل من دان نفسه وعمل لما بعد الموت" كان رجلان من بنى اسرائيل شريكين، وقيل أخوان أيضا بينهما ثمانية آلاف درهم اقتسماها، فاشترى الكافر دارا بألف، وتزوج امرأة بألف، وجهز بألف، واشترى خادما ومتاعا بألف، وأنفق المسلم ألفا يشترى بها أرضا فى الجنة، وألفا لدار فى الجنة، وألفا يملك بها حورا فيها، وألفا لخدم الجنة ومتاعها، كل من ذلك عقب فعل الكافر بمثله، ويقول: يا رب هو فعل للدنيا، وأنا فعلت لوجهك فافتقر، وعرض له فى طريقه يسأله شيئا وهو فى حشمه، فقال: أنت فلان الذى آمنت بالبعث، وتصدقت بمالك، والله لا أعطيك شيئا.