خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ
٩٦
-الصافات

تيسير التفسير

الجملة حال من واو تعبدون، وما اسم واقع على الأشكال والصور التى ينحتونها فى الخشب والحجر، أو ما مصدرية، أى خلقكم وخلق عملكم الذى هو النحت، وما تولد منه من الأشكال، فالكل مخلوق، ولستم بخالقين لشىء، ولا تلك الأشياء المخلوقة خالقة لشىء، فكيف يعبد ما ليس بخالق، وكيف يعبد المخلوقُ المخلوقَ، وأفعال المخلوق خلقها الله طاعة، ككسر إبراهيم الأصنام، أو معصية كنحتهم، أو غير طاعة ولا معصية، ولا موجود إلا خالق ومخلوق، والخالق الله تعالى، والمخلوق ما سواه، وصفاته تعالى قديمة هى هو، وأفعاله مخلوقة له، هو خلقها وخلق قصد كل قاصد، وارادة كل مريد، ويجوز تفسير ما تعملون بكل ما يعملون من النحت وغيره من المباحات وغيرها، ومن العبث جعل ما مصدرية وتأويل المصدر بمفعول، مع أن جعل ما اسما بمعنى مفعول كاف، ولا مانع منه معنوى ولا صناعى، ويضعف جعل ما استفهامية إنكارية بمعنى أى شىء تعملون فى عبادتكم أصناما تنحتونها، وجعلها نافية أى وما تعملون شيئا لم يخلقه الله لعدم الدليل عليهما، وعدم الداعى إليهما.