خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

صۤ وَٱلْقُرْآنِ ذِي ٱلذِّكْرِ
١
بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ
٢

تيسير التفسير

{ ص والقُرآن } الواو للقسم { ذي الذِّكْر } صاحب الوعظ لاشتماله، أو اسم مصدر أى ذى التذكير، أو ذكر ما يحتاج اليه من أمر الدين والأحكام، والقصص والأخبار عن الأنبياء والأمم، والوعد والوعيد، وجواب القسم محذوف، أى انك لرسول من الله، كما جعلت الرسالة جوابا فى قوله تعالى: " { إنك لمن المرسلين } " [يس: 3] وقد ذكر الانذار هنا كما قال: " { لتنذر قوما } " [يس: 6] أو يقدر أنه أى القرآن لمعجز، أو السورة لمعجزة أو ما كفر من كفر لخلل فى القرآن، أو لقد جاءكم الحق أو ما الأمر كما تزعمون، أو ما أنت بمقصر فى التبليغ والتذكير، وأضرب عن الجواب المقدر بقوله:
{ بلِ الَّذينَ كَفَروا فى عزَّةٍ } تكبر عن الحق مع وضوحه { وشِقاقٍ } مخالفة الله عز وجل، ورسول صلى الله عليه وسلم، كقولهم: أنت فى شق غير شق صاحبك، ومن قولهم شق العصا بمعنى فارق وخالف، وقيل الجواب قوله:
" { إن ذلك لحق تخاصم أهل النار } " [ص: 64] ويرده كثرة الفصل، وأن هذه الإشارة ما ذكر لها المشار اليه الا بعيدا عن القسم، وقيل: { إنْ كل إلاَّ كذب الرسل } [ص: 14] وهو مروى عن الأخفش، ويرده البعد، واستئناف ما اتصل به هذا الجواب المدعى، وايضا أى فائدة فى القسم على أنهم كلهم كذبوا الرّسل إلا بقيمة قوله: " { فحق عقاب } " [ص: 14] وقيل: " { كم أهلكنا من قبلهم من قرن } " [ص: 3] ويرده أنه إنشاء، والإنشاء لا يكون جوابا للقسم بغير الباء، وأما كون كم لا تقبل لام جواب القسم لأنها مفعول به مقدم، فلا يعتبر لجواز كون جواب القسم بلا لام.